للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حتى أتينا رحبة/ «بني دراج» فقال الرجل: «هذه الدار التي رأيت القنديل دخل فيها (١٨)»، فوقفنا بالباب، فسألنا، فقالوا لنا: هذا علي بن زياد دخل في السّحر.

فاستأذن عليه بهلول فدخل، فقام إليه عليّ بن زياد وسلّم عليه وسلّمنا عليه. وجعل بهلول يسأله عن مسائل، حتى دخل أبو محرز (١٩)، فسلم فشقّق (٢٠) له علي بن زياد في السلام ولم يلتفت إليه، فقام (٢١) بهلول وقال لي: «يا خالد، اجلس ننظر ما يقول له» فجلست. فقال له أبو محرز: «يا أبا الحسن، قد تعلم ما بيننا وبينك من العشرة والمودة وقد أرى منك غير ذلك، فلم ذلك؟ » فقال له علي بن زياد: «يا محمود، بلغني عنك أنك تقول إن إبليس يستطيع السجود؛ فإذا كان يستطيع السجود فكيف يجوز لك أن تلعنه، فلعله قد سجد؟ » فوجم أبو محرز، وأخذ له في غير الجواب.

وأخذ عليّ يكرر ذلك عليه، وهو يحيد عن الجواب.

أبو جعفر بن قطويه (٢٢): مرّ علي بن زياد بأبي محرز، وعنده الطلبة، فقال له:

«يا أبا محرز، ما الذي أراد الله سبحانه وتعالى من عباده؟ » قال: الطاعة»، فقال له: «وما الذي أراده إبليس منهم؟ » فقال له: «المعصية» فقال له: «أي الإرادتين غلبت؟ » فقال له أبو محرز: «أقلني، أقالك الله تعالى»، فقال له علي: «والله لا أقيلك (٢٣) حتى تتوب عن بدعتك»؛ ثم التفت عليّ بن زياد إلى الطلبة فقال:

«شاهت الوجوه! أفمن (٢٤) هذا تسمعون؟ ».

سحنون (٢٥): قال لي علي بن زياد: «زعم هؤلاء القوم-يعني أهل العراق-أنهم يحسنون القياس، وقد بنوا على غير أساس».


(١٨) عبارة الأصل: دخل القنديل فيها. والمثبت من الطبقات.
(١٩) في الطبقات: أبو عون؟
(٢٠) كذا في الأصل والطبقات. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: فشفف. وهي وإن أدّت نفس المعنى بالنسبة لكلمة «شقّق» وهو التقليل (القاموس: شقق) فالأولى إثبات ما في النصّ خاصة إذا كان معاضدا بأصول أوثق.
(٢١) بقية الخبر انفرد به الرياض.
(٢٢) ورد في الأصل مهملا من الإعجام. والخبر انفرد به المالكي.
(٢٣) في (م): لا أقتلك.
(٢٤) في (م): من.
(٢٥) الخبر في المدارك ٨٣: ٣.