للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سحنون قال: أراد أمير تونس ورسول الخليفة الاجتماع بعلي بن زياد في مشورة (٢٦) من يلي القضاء، فتمارض لهما (٢٧) وأظهر أنه مريض لا يقدر على التصرف. فأخبر بذلك والي تونس رسول الخليفة، فقال الرسول: «أمير بلد ورسول الخليفة يوجه (٢٨) إلى رجل من رعيته (٢٩) فيتثاقل عن المجيء؟ » فقام الوالي ورسول الخليفة فتوجها (٣٠) إليه فلما قيل له إنهما بالباب قال لمن [حوله] (٣١): «حولوا وجهي إلى الحائط‍»، فدخلا عليه فقال له الوالي: «يا أبا الحسن، هذا رسول الخليفة يستشيرك في قاض يلي قضاء إفريقية»، فقام علي وحول وجهه إلى القبلة وقال: «ورب هذه القبلة ما أعرف بها أحدا يستوجب القضاء، قوموا عني».

وبعث (٣٢) روح بن حاتم أمير إفريقية إلى تونس في طلب علي بن زياد ليولّيه القضاء فقدم عليه، وأقبل بهلول بن راشد والصالحون إلى باب دار الإمارة إذ بلغهم قدومه ودخوله على روح بن حاتم، فمكثوا ينتظرون خروجه إلى أن خرج عليهم ممسيا يمسح العرق عن جبينه، فقالوا له: «ما فعلت؟ » فقال لهم: «عافى الله، وهو محمود»، فقال له بهلول: «فما عزمت عليه (٣٣)؟ » فقال: «على ألاّ أبيت بها فيبدو له، فيوجه ورائي».فذهب البهلول وأصحابه مع علي حتى خرجوا من باب تونس، والبواب يريد غلق باب المدينة لدخول الليل، فسألوا البواب أن يمكث حتى ينتهوا مع علي إلى وادي أبي كريب (٣٤) ويحبس عليهم الباب، ففعل: فتوجهوا حتى ودعوه بعد غروب الشمس، فانطلق علي بن زياد وحده على حماره إلى تونس.


(٢٦) في الأصل والمطبوعة: مشور. والمثبت من (م).
(٢٧) في الأصل: لهم. والمثبت من (م).
(٢٨) كذا في الأصل والمدارك.
(٢٩) في المدارك: الرعية.
(٣٠) في الأصل: فتوجهوا. والمثبت من (م).
(٣١) زيادة من (م).
(٣٢) الخبر في الطبقات ص ٢٥٢ - ٢٥٣ وباختصار شديد في المدارك ٨٣: ٣ - ٨٤.
(٣٣) في الأصل: على ما عزمت.
(٣٤) تقدّم تعريفنا بهذا الوادي في حواشي هذا الجزء.