للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحسن بذلك، فأحب إدخال المنفعة عليه، فقال له: «إني أذكر شأنك لولي العهد فأرجو أن يصلك بما تتحمل به إلى بلدك وتقوى به على ما أنت بسبيله»، قال: فلما لقيه ذاكره أمره، فقال له: «يأتي الحاجب يوم كذا وكذا فيوصله إلي».قال: فأعلم محمد بن الحسن أسدا بذلك، وأمره أن يمضي إليه للوعد، وقال له: «اعلم أنك عندهم حيث تضع نفسك فإن أنزلت نفسك في مكان حسن أنزلوك، وإن كان غير ذلك أنزلوك فيه.

فلما كان ذلك اليوم مضى أسد فدخل على الحاجب فأجلسه، ثم دخل إلى ولي العهد، فخرج الحاجب وخادم معه، فأمره بالدخول، فدخل أسد والخادم بين يديه، حتى انتهى به إلى موضع فأمره بالجلوس فيه حتى يرجع إليه. ومضى الخادم فأقام شيئا ثم رجع ومعه مائدة مغطاة فجعلها بين يديه وقال له: «كل» قال أسد:

ففكرت فيما بيني وبين نفسي، وقلت: «أهذه مكرمة أو منقصة؟ ما أرى هذه إلا منقصة».فقلت للخادم: «هذا الذي جئت به منك أو من مولاك؟ » فقال:

«مولاي أمرني أن آتيك به، وهو أرسلني [إليك] (٢٦)»، فقلت: «إن مولاك لا يرضى بهذا: أن يكون ضيفه يأكل دونه، يا غلام هذا بر منك، وجبت مكافأتك [عليّ] (٢٧)»، قال: وكانت معي في جيبي أربعون درهما لم يبق معي [من] (٢٦) نفقتي سواها، فدفعتها إلى الخادم، وقلت له: ارفع مائدتك؛ فرفعها. ثم دخل فأعلم مولاه بالذي كان مني. قال: فبلغني أنه لما حكى له ما فعلت وما قلت، قال: «حر والله الذي لا إله إلا هو» ثم خرج إليّ الخادم وقال لي: «ادخل».فمضيت حتى دخلت عليه، وهو على سرير ومعلمه على سرير قبالته وسرير ثالث خال ليس عليه أحد. فسلمت، فأمرني بالجلوس على السرير الخالي، فجلست. وأقبل يسألني وأجيبه، فلما قرب انصرافي أخذ رقعة وكتبها وختمها ودفعها إليّ، وقال لي: «قف [بها] (٢٨) إلى صاحب الديوان، وتعود إلينا إن شاء الله تعالى، فلك عندنا ما تسر به».

قال: فأخذت الرقعة وخرجت وليس معي شيء ولا بقي معي من نفقتي شيء، فاحتقرت الرقعة، ولم أمض بها.


(٢٦) زيادة من المعالم.
(٢٧) زيادة من المعالم. وفي المدارك: عليه.
(٢٨) زيادة من المعالم. وفي المدارك: بهذا.