للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنه سيولد له إسحاق ويولد لإسحاق يعقوب؟ وإنما الاختبار فيما لم يعرف عاقبته وهو إسماعيل (٣٦).

وذكر (٣٧) سليمان بن سالم: أن أسدا لما وصل إلى مصر بعد وفاة مالك (٣٨) اجتمع مع عبد الله بن وهب، فسأله عن مسألة فأجابه ابن وهب بالرواية، فأراد أن يدخل عليه غير الرواية، فقال له ابن وهب: «حسبك إذا أدينا إليك الرواية» ثم أتى إلى أشهب، فسأله، فأجابه أشهب، فقال له أسد: «من يقول هذا، أمالك أم أبو حنيفة؟ » فقال أشهب: «هذا قولي، عافاك الله! »، فقال له: «إنما سألتك عن قول مالك وأبي حنيفة، فتقول هذا قولي؟ »، فدار بينهما كلام، فقال عبد الله بن عبد الحكم لأسد: «ما لك ولهذا؟ هذا رجل أجابك بجوابه، فإن شئت فاقبل وإن شئت فاترك».ففرق بينهما، فترك أشهب.

وأتى إلى عبد الرحمن بن القاسم، وهو يختم كل يوم وليلة ثلاث ختمات، وقد أضنى نفسه من العبادة (٣٩)، فسأله عن مسألة فأجابه ثم أدخل عليه، فأجابه، حتى انقطع أسد في السؤال. فقال له [ابن القاسم] (٤٠): «يا مغربي زد وقل لي من أين قلت حتى أبين لك قول مالك» فعند ذلك قام أسد على قدميه في المسجد فقال: «معاشر الناس، إن [كان] (٤١) مالك بن أنس قد مات، فهذا مالك بن أنس؛ » فكان يغدو إليه كل يوم، فيسأله ويجيبه ابن القاسم، حتى دون ستين كتابا وسماها «الأسدية».

وقيل: إن ابن القاسم ترك لأسد في سؤاله ختمة.

فلما (٤٢) عزم أسد على الرحيل إلى إفريقية قام عليه أهل مصر فسألوه في كتبه (٤٣) أن ينسخوها، فأبى عليهم، فقدموه إلى القاضي بمصر، فقال لهم القاضي: «وأي سبيل لكم عليه؟ رجل سأل رجلا فأجابه، وهو بين أظهركم فسلوه كما سأله».فرغبوا إلى


(٣٦) ينظر تفسير ابن كثير ٤٥٢: ٢.
(٣٧) الخبر بنفس الاسناد في المعالم ١١: ٢ والمدارك ٢٩٧: ٣.
(٣٨) ورد النصّ هنا مضطربا في الأصل. وقد قومناه استنادا إلى (م) والمصادر.
(٣٩) في (م) بالعبادة.
(٤٠) زيادة من المصادر.
(٤١) زيادة من (م) والمصادر.
(٤٢) النصّ في المعالم ١٣: ٢.وقارن بنص المدارك ٢٩٧: ٣.
(٤٣) في الأصل: كتب. والمثبت من (م). وفي المعالم: كتاب.