للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القاضي في سؤاله أن يقضي حاجتهم، فسأله القاضي فأجابه إلى ذلك، فنسخوها حتى فرغوا منها.

وعزم (٤٤) أسد على الرحيل فوجّه معه ابن القاسم بضاعة وقال له: «إذا قدمت إفريقية فبعها واشتر بثمنها رقوقا، وانسخ الكتب ووجه بها إليّ (٤٥)».فلما قدم أسد إفريقية أظهر الكتب وأسمعها الناس، وانتشرت بإفريقية.

قال (٤٦): وكان سحنون ومحمد بن رشيد (٤٧) يكتبانها، فلما سمع أسد بذلك شح على الكتب ولم يعطها لأحد.

قال سليمان: قال لي محمد بن سحنون: فبقي على سحنون منها «كتاب القسم» (٤٨) فأتى رجل من أهل الجزيرة (٤٩) إلى أسد فسأله في «كتاب القسم (٤٨)» فأبى أن يعطيه إياه حتى حلفه أنه لا يعطيه لسحنون، فلما صار الكتاب إلى الرجل أتى به إلى سحنون وقال له: «خذه يا أبا سعيد، فما أعطانيه حتى حلفت، وأنا أكفر عن يميني».

فكملت الكتب عند سحنون.

قال أبو القاسم زياد بن يونس السدري (٥٠): ولما تهيأ لسحنون الخروج إلى مصر خرج معه مشايخ أهل العلم وفيهم أسد، فقال لسحنون: «أما إنه لو كان معك هذا الديوان لسمعته على ابن القاسم»، فقال له سحنون: «أما إنه في وعائي! » ثم شيعوه وانصرفوا.

فوصل (٥١) إلى ابن القاسم [فسأله] (٥٢) عن أسد: ما فعل الله به؟ فأخبره بما انتشر (٥٣) من علمه في جميع الآفاق، فسر بذلك عبد الرحمن. ثم شافهه سحنون في


(٤٤) الخبر في المعالم ١٤: ٢.
(٤٥) رواية المعالم: انسخ الكتاب ووجّه به إليّ. وكذلك جميع ما يأتي بعده جاء في المعالم بصيغة المفرد.
(٤٦) النصّ في المعالم ١٤: ٢.
(٤٧) في الأصل: رشد. وهو تحريف. والمثبت من المعالم. وتراجع طبقات أبي العرب ص ١١٠.
(٤٨) كذا جاء هذا اللفظ‍ في الأصل.
(٤٩) جزيرة شريك. المعروفة في زماننا هذا ب‍ «الوطن القبلي» وإداريا «ولاية نابل».
(٥٠) الخبر في المعالم ١٥: ٢ بنفس الاسناد.
(٥١) الخبر في المعالم ١٥: ٢ والمدارك ٢٩٨: ٣.
(٥٢) زيادة من المعالم. وفي (م): فسأل.
(٥٣) كذا في الأصول. وفي المعالم: نشر.