للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله أن لا يبقى أحد من رجاله إلا شيعه. فركب أسد في جمع عظيم. فلما رأى جمع الناس بين يديه و [من] (١١١) خلفه وعن يمينه وعن شماله، وقد صهلت الخيول وضربت الطبول ونشرت البنود، قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له»، ثم قال: «والله، يا معشر الناس، ما ولي لي أب ولا جد ولاية قط‍، ولا رأى أحد من سلفي مثل هذا قط‍.وما رأيت ما ترون إلا بالأقلام، فأجهدوا أنفسكم وأتعبوا أبدانكم في طلب العلم وتدوينه (١١٢)، وثابروا (١١٣) عليه واصبروا على شدته، فإنكم تنالون به الدنيا والآخرة».

[حكى] (١١٤) سليمان بن سالم: إن أسدا لما وصل إلى صقلية زحف «بلاطة» ملك صقلية في خلق عظيم، يقال إنه [كان] (١١٥) في مائة ألف وخمسين ألفا. قال ابن أبي الفضل: فرأيت أسد بن الفرات وفي يده اللواء وهو يزمزم فحملوا عليه، فكانت فينا روعة [شديدة] (١١٥)، وأقبل أسد على قراءة «يس»، فلما فرغ منها قال للناس (١١٦):

«هؤلاء عجم الساحل هؤلاء عبيدكم. لا تهابوهم! »؛ وحمل باللواء وحمل الناس معه، فهزم الله عزّ وجلّ «بلاطة» وأصحابه. فلما انصرف أسد رأيت-والله-الدم قد سال مع قناة اللواء مع ذراعه حتى صار تحت إبطه.

ومعنى قول أسد: هؤلاء عجم الساحل، يعني الذين كانوا هربوا من الساحل لما فتحت إفريقية.

وكتب زيادة الله بن الأغلب بفتح صقلية على يدي أسد بن الفرات إلى «المأمون».

ويقال (١١٧) إن أسدا قال «لفيمه» النصراني الرسول: «اعتزلنا، فلا حاجة لنا بأن


(١١١) زيادة من (م).
(١١٢) في (م): وترويته.
(١١٣) في الأصل: وكابروا-بدون إعجام. وفي (م) والمعالم: وكابروا. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: وكاثروا. والمثبت من المدارك.
(١١٤) الخبر في المدارك ٣٠٦: ٣ ومنه أخذنا الزيادة. وهو بدون إسناد في المعالم ٢٣: ٢.
(١١٥) زيادة من (م) والمعالم.
(١١٦) في الأصل: الناس. والمثبت من (م) والمعالم.
(١١٧) الخبر في المعالم ٢٤: ٢.