للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هادنّاهم وبالرسل نجعلهم ناقضين. قال الله عزّ وجلّ: (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) (١٠٤)، فكذلك لا نتماسك به. (١٠٥) ونحن الأعلون» قال: فسأل زيادة الله عند ذلك الرسل فقالوا: «نعم، حبسوهم. لأنهم في دينهم لا يحل لهم ردهم» قال: وكان في الرسل مسلم.

قال: فأمر يومئذ زيادة الله بالغزو إليها، فسارع أسد إلى الخروج. فكأنّ زيادة الله تثاقل (١٠٦) عن ذلك، فكان أسد يقول: «وجدوني رخيصا فلم يقبلوني، وقد أصابوا من يجري لهم مراكبهم من النواتية، فما أحوجهم إلى من يجريها لهم بالكتاب والسنة».

قال أحمد بن [أبي] سليمان (١٠٧): كره علماء إفريقية غزو صقلية للعهد الذي كان لهم، لأنه لم يصح عندهم أنهم نقضوا العهد.

فلما (١٠٨) ولى زيادة الله أسدا على تلك الغزاة، وعزم عليه في ذلك قال له:

«أصلح الله الأمير، من بعد القضاء والنظر في حلال الله تعالى وحرامه تعزلني وتولّيني (١٠٩) الإمارة؟ » فقال له زيادة الله: «إني لم أعزلك عن القضاء/بل ولّيتك الإمارة، وهي أشرف من القضاء، وأبقيت لك اسم القضاء؛ فأنت قاض أمير».

فخرج أسد على ذلك، ولم تجتمع الإمارة والقضاء لأحد ببلد إفريقية إلا لأسد وحده. قال أبو العرب: وكان خروجه إلى صقلية في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة ومائتين. وكان معه في جيشه نحو من عشرة آلاف فارس.

وذكر (١١٠) بعض مشايخنا أن أسدا لما خرج على الجيش متوجها إلى «سوسة» ليركب إلى صقلية، خرج معه وجوه أهل العلم وجماعة الناس ليشيعوه، وأمر زيادة


(١٠٤) سورة محمد آية ٣٥. أما (م) والمعالم فجاءا بالآية ١٣٩ من سورة آل عمران (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
(١٠٥) كذا في الأصل و (م) والمعالم. والمراد: فلا نتمسك به.
(١٠٦) كذا في الأصل. وفي (م) والمعالم: فكان زيادة الله يتثاقل.
(١٠٧) النصّ في الطبقات ص ٨٣ والمعالم ٢٢: ٢ وعنهما أصلحنا اسم الراوي.
(١٠٨) الخبر في المعالم ٢٢: ٢.وبتصرف في المدارك ٣٠٥: ٣.
(١٠٩) في الأصل: يعزلني ويوليني. والمثبت من (م) والمدارك والمعالم.
(١١٠) الخبر في المعالم ٢٣: ٢ والمدارك ٣٠٥: ٣.