للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر الفقيه أبو القاسم بن شبلون (٨)، رحمه الله تعالى، قال: حدثونا أن رجلين استعدى أحدهما على الآخر عند أبي محرز القاضي، وأثبت عنده (٩) شاهدين بعد أن كشف عنهما، فعدّلا. فلما أراد أن يوجه الحكم على المشهود عليه؛ بعد أن أعذر [إليه] (١٠)، أتاه المشهود عليه بعد صلاة المغرب فهجم عليه في سقيفته، وقال: «أيها القاضي! عزمت [على] (١٠) أن تحكم عليّ؟ »، قال القاضي: «نعم! »؛ قال المشهود عليه: «امرأته طالق ثلاثا، وكل مملوك له (١١) حر إن كان شهد عليّ هذان إلا بزور! » فقال أبو محرز: «ليس هذا عليّ، وأنا قد كشفت عنهما فلم يبلغني عنهما إلا خير».ثم أصبح أبو محرز إلى مجلس قضائه، فجلس. فأقبل المشهود له فقال له: «احكم لي أصلحك الله».فقال: «نعم، لكن تأتي معك/بالشاهدين اللذين شهدا لك، فإني أريد أن أسألهما عن شيء بقي عليّ لم أسألهما عنه».فمضى الرجل فأحضرهما، فلما جلسا في مجلس القاضي أبي محرز قال القاضي بأعلى صوته: «يا شكرديد! (١٢) إن في حلقتي شاهدي زور، فامض إلى «باب سلم» فجئني بجملين حتى أحملهما عليهما (١٣)»، فمضى «شكرديد».فالتفت أحد الشاهدين إلى الآخر [وقال] (١٤): «قم بنا فإنا نراد. ما أحسبه يحمل على هذين الجملين غيرنا» فهربا متسللين حتى غابا. فلما أتى «شكرديد» بالجملين قال «أبو محرز» للمشهود له: «أين شاهداك؟ » فقال: «ها هنا كانا الساعة، ولا أدري أين توجها! » فقال له أبو محرز: «يا عدو الله! تجترئ علي بشهود الزور؟ » وهم بضربه.


(٨) الخبر بهذا الاسناد في المعالم ٣٤: ٢.
(٩) في الأصل: عند. والكلمة سقطت من المعالم.
(١٠) زيادة من المعالم.
(١١) يريد: امراتي ... مملوك لي
(١٢) كذا في الأصل: وقد اعجم حرفه الأول في المرة الأولى ثم اهمل بعد ذلك. وجاء في المعالم: لحاجبه سكر.
(١٣) تضيف رواية المعالم بعد هذا: واطوفهما.
(١٤) زيادة من المعالم.