للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأطرق زيادة الله وخرجنا من عنده (٣٦)».

وذكر عن أبي العباس محمد بن عبدون قال (٣٧): «بعث الأمير زيادة الله في طلب أبي محرز وأسد، وهما قاضيان، ليشهدهما على شراء اشتراه. فأقبل أسد إلى قنطرة «باب أبي الربيع» فألفى أبا محرز واقفا ينتظره وبعض رسل الأمير معه، وكانت بينهما وحشة، فقال له: «كيف أصبحت يا أبا محرز؟ » فلم يرد عليه شيئا.

فمشيا حتى دخلا على زيادة الله، فأجلس أبا محرز عن يمينه وأسدا عن يساره، ثم دفع الكتاب إلى أسد ليقرأه، فنسي «بسم الله الرحمن الرحيم» وقال: «هذا ما اشترى الأمير فقال له/أبو محرز: «أخطأت! »، فقال (٣٨) أسد: «أيها الأمير، لقيته فسلّمت عليه فلم يرد عليّ، ولم أقرأ غير كلمتين من الكتاب فقال لي:

«أخطأت»، فنظر زيادة الله إلى أبي محرز، فقال أبو محرز: «ما سلّم عليّ، ولو سلّم عليّ لرددت عليه، وما كنت أستجيز ترك ذلك، وإنما قال لي: كيف أصبحت؟ [وقد] (٣٩) أصبحت مغموما، ولو أعلمته لسررته (٤٠)، [وقرأ فلم يذكر «بسم الله الرحمن الرحيم» فأخطأ] (٣٩)».

فلما انقضى أمر الكتاب دخل الحاجب وقال (٤١): «أصلح الله الأمير. بالباب رجل يذكر أنه رأى رؤيا للأمير، وهو يجب أن يقصها على الأمير، فقال:

«اكتبها (٤٢) عنه وجئني بها» فقال: «قد أردت ذلك منه، فقال: لا أقصها إلا على الأمير» قال: «إئذن له» فدخل، [فقال: «ما رؤياك] (٤٣) فقال: «رأيت كأنّ جبريل هبط‍ من السماء إلى الأرض ومعه نور حتى وقف بين يديك وصافحك» فقال


(٣٦) سيعيد المؤلف ذكر هذه الحادثة قريبا وبين الروايتين بعض اختلاف.
(٣٧) الخبر في المعالم ٣١: ٢ - ٣٢ وأسنده عن أسد نفسه إلا أن الرواية اضطربت فيه بين ضمير المتكلم (وهو أسد) وضمير الغائب؟
(٣٨) في الأصل: فقال له. وقد رأينا الاستغناء عن كلمة «له» كما في (م) والمعالم.
(٣٩) زيادة من المعالم.
(٤٠) في (م): لسرّه. وفي المعالم: لأسررته.
(٤١) الخبر ورد بهذه الرواية في المعالم ٣٢: ٢.وقد كتب ناسخ أصل الرياض بازاء هذا السطر ما يلي: «مكرر لأن به زيادة فذكرتها للزيادة التي فيها».وهو يشير الى تقدم ورود الخبر.
(٤٢) في الأصل: تكتبها. والمثبت من (م) والمعالم.
(٤٣) زيادة من المعالم.