للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

زيادة الله: «هذا عدل يجريه الله عزّ وجلّ على يديّ»، فقال أسد: «كذب الشيخ أيها الأمير»، فغضب زيادة الله [حتى رئي الغضب في وجهه، ثم التفت إلى أبي محرز كالمحرّك (٤٤) له على أسد، لما يعلم بينهما] (٤٥)، فقال أبو محرز: «صدق أسد» [وكذب الرجل] (٤٥)، وأتى بحجة يبين بها كذب الرجل (٤٦)، ثم قال:

«أصلح الله الأمير، إن هذا وأمثاله يأتونك (٤٧) بمثل هذا طلبا لدنياك، فاتق الله عزّ وجل (٤٨)» [فسكت زيادة الله]، وخرج [الرجل، وقام] (٤٥) أبو محرز وأسد، فلما خرجا قال أسد لأبي محرز: «أحسن الله جزاءك! رددت عني زيادة الله»، فقال أبو محرز: «إنما فعلته لله عزّ وجلّ لا لك».

وكان (٤٩) رحمه الله تعالى، يبعد عن كل من فيه شبهة أو من يطلع من أحواله على دنس. ولقد ذكر سليمان بن محمد (٥٠) عن الصف القبلي من الرهادنة (٥١) [والرفائين] (٥٢) وبعض حوانيت الكتّانين وما وراء ذلك أنها كانت دورا لقوم، فبنيت حوانيت وسميت «الحوانيت الجدد»، ونقل الناس من أسواقهم إليها وأخذوا الناس بسكناها وعمارتها للأمير؛ وكان لأبي محرز صديق أخذ بسكنى حانوت منها، فأقبل يوما ليدخل على أبي محرز على عادته، فصاح به: «ارجع وراءك» فقال: «أصلح الله القاضي، إني مجبر على سكناها. ومع هذا فإني اشتريت الحانوت من أصحابه».قال القاضي: [«هب أنك اشتريت الحانوت من أصحابه] (٥٢)، فما تفعل بطريقك إلى الحانوت؟ ممن تشتريه (٥٣)؟ ».


(٤٤) في (م): كالمحول. والمثبت من المعالم.
(٤٥) زيادة من (م) والمعالم.
(٤٦) في (م): أبان بها عن كذب الرجل.
(٤٧) في الأصل: يأتوك. والمثبت من (م) والمعالم.
(٤٨) تضيف رواية (م) بعد هذا: «ولا يغرّنك هذا وأمثاله».
(٤٩) الخبر في المعالم ٢٧: ٢.
(٥٠) كذا في الأصل. وفي (م) والمعالم: بن عمران: وسليمان بن محمد الأندلسي روى عنه المالكي عدّة حكايات وأخبار. ينظر: الرياض (فهرس الأعلام).
(٥١) في المعالم: الرهادرة. ولعل نونه انقلبت راء في عصر الدباغ أو ابن ناجي أو حصل تحريف في مطبوعة المعالم. وجاء ذكر «الرهادنة» في الجزء الثاني من الرياض. يظهر تعليقنا هناك.
(٥٢) زيادة من (م) والمعالم.
(٥٣) ارخ ابن ناجي وفاة ابي محرز القاضي نقلا عن الرقيق القيرواني بانه: «توفي يوم الخميس في شهر رمضان المعظم، لعشر بقين منه سنة اربع عشرة ومائتين ودفن بباب سلم».