للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دماء بعض ويأخذ بعضهم مال بعض؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون. وقال الله عزّ وجل: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْاالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ، إِلاّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ. وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً. وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْااناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً، وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً) (٥٤). فكيف تطيب نفس مؤمن أو ترى سرورا، وهو يرى سخط‍ ربه ظاهرا؟ ما سكنت القلوب إلى الفساد إلا لما خالط‍ الأبدان من العيوب. يا أخي، لا يغرنك رضى الناس عنك فإنهم لا يعلمون ما يعلم الله، فاستغث بالله أيام رجائك، وليعلم منك الشفقة منه والثقة به، ولا تزال تكتب إلينا وتذكرنا بنفسك، فإنه لن يخطر (٥٥) على بالنا أحد لمن أقوانا (٥٦) إلا وذلك خير له ولنا. والسلام عليك ورحمة الله وبركاته».

وكتب إلى عبد الله بن فروخ:

«بسم الله الرحمن الرحيم.

من رباح بن يزيد إلى عبد الله بن فروخ. سلام عليك. فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة، وإياه نعبد ونستعين.

أسأله شكرا لأنعمه وعملا يرضاه.

جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي ذكرت فيه، آجرك الله فيما دللت عليه من خير، فإن الله عزّ وجل يقول: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْااهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النّاسِ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (٥٧). جعلنا الله تعالى وإياك ممن استوجب ذلك الأجر العظيم بيسير من العمل، وتغمد منا ومنك ما لا يغفره إلا هو، إنه لا يغفر الذنوب إلا هو وحده لا شريك له. أوصيك بتقوى الله الذي لا يشغله شيء عن شيء، الذي ابتدأ خلق ما نرى على غير مثال كان قبل ذلك. فإنك في زمان قد ماتت فيه قلوب خلق كثير


(٥٤) سورة النساء، آية ٢٩ - ٣٠.
(٥٥) كلمة محي الجزء الأخير منها. واجتهدنا في قراءتها كما أثبتناه في النصّ. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: يخفى.
(٥٦) كذا في الأصل. ولعلّ صواب العبارة: « ... أحد من اخواتنا ... ».
(٥٧) سورة النساء آية ١١٤.