للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهم لا يشعرون. فاتخذ أخا مصافيا في أموره ومداخله ومخارجه، فإذا وجدت ما تحب فأوجب له ما يجب من الأخوة في الله عزّ وجل وإلا انقبض في رفق (٥٨) ونصيحة. فإن كثيرا من أهل زمانك يحبون رضى الأشرار ورضى الأخيار [فيا ....... ] (٥٩) وحسن الثناء على الأشرار، حتى يخيل إلى من يسمعه أن القطع إليه برأيه وعمله وهواه. فأما الأشرار فيثنى عليهم بالشرف والفضل لغنم (٦٠) ما في أيديهم مما لو كانت الكلاب تحاسب ثم عرفته لم تطعمه، ولم تدن منه، إلا أن يشاء الله ربنا، وسع ربنا كل شيء علما. وانظر إلى من يسكن إليه عقلك وتعرف البركة في مجالسته، وإن قل أولئك-وحق لهم القلة لكرامتهم على الله عزّ وجل أعجل خروجهم من الدنيا إلى [دار] (٦١) كرامتهم-لأنه لا يبقى في آخر الزمان إلا الذين هم الأشرار كما قال عليه السلام (٦٢): «حثالة كحثالة التمر»، فارض بالوحشة واسأل الله عزّ وجل أن يسلمك يوما (٦٣) بيوم حتى يلحقك بمن لا غنى بك عن صحبته ومرافقته، وما التوفيق إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب. فقد أدركت زمانا أميتت فيه السنة وأظهرت فيه البدعة، وعز فيه أشرار كثير (٦٤) من هذه الأمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون مما تلقى من أهل زمانك. كأن الذي خوّفوه لا يقع بهم، أو كأن الذي حل بغيرهم لا يرونه. وقد قال الله عزّ وجل: (فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا، وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٦٥)، وعهدت بلادنا بالحصار والقتل والفساد، وقال الله تعالى: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ، أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ


(٥٨) في الأصل: رقيق.
(٥٩) مقدار كلمتين ممحوتين.
(٦٠) في الأصل: لقدم. وأصلحها ناشر الطبعة السابقة: تعرضا لغنم.
(٦١) زيادة يقتضيها السياق.
(٦٢) المشهور في هذا السياق حديث: «لا تقوم الساعة إلا على حثالة من الناس».وهي الرديء من كل شيء. ينظر: الفائق في غريب الحديث ٢٦٠: ١، النهاية ٣٣٩: ١.
(٦٣) في الأصل: يوم.
(٦٤) كذا في الأصل.
(٦٥) سورة الأنعام آية ٤٣.