للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بشيء؟ » قال: «أردت الزيادة»، [قال: لست من أهلها] (١٨) وسأنقصك! يا فتى، كل من كد يمينك مما عرق فيه جبينك، ولا تأكل بدينك، فإن خفت أن يضعف يقينك فاستعن بالله معينك. أعلم أن لي ولك غدا موقفا بين يدي الله عزّ وجل، فاتق الله ولا تشك من يرحمك إلى من لا يرحمك».ثم دخل فأقمت على بابه أربعين يوما، فلما خرج قال: [ما] (١٩) «انتفعت بالموعظة؟ » قلت «أردت الزيادة».قال: «لست من أهلها، وسأنقصك! يا فتى: ارض بما قسم الله لك تكن من أزهد الناس، واتبع ما أمرك الله به تكن من أعبد الناس، وانته عما نهاك الله عزّ وجل عنه تكن من أورع الناس»، ثم همّ بالدخول، فجذبت ثوبه/وقلت:

«زوّدني منك زادا ينفعني الله تعالى به».قال: «فدسّ في يدي شيئا كهيئة الدينار أو كهيئة الدرهم، فنظرت فإذا هو اسم من أسماء الله تعالى» قال: «فما سألت الله عزّ وجل به شيئا إلا أعطاني إياه».

قال أبو محمد الحسن بن أبي العباس الأجدابي: «فذكر أن ذا النون (٢٠) وجد في الرقعة التي دفعها إليه شقران: «يا دائم الثبات، يا مخرج النبات، يا سامع الأصوات، يا مجيب الدعوات».

وحدث أبو عثمان سعيد بن عثمان بن عباس الخياط‍، قال (٢١): «سمعت ذا النون بن إبراهيم الاخميمي يقول: «وصف لي رجل بالمغرب، وذكر لي من حكمته وكلامه (٢٢) ما حملني على أن ألقاه، فرحلت إليه إلى المغرب فأقمت على بابه أربعين يوما على أن يخرج من منزله إلى المسجد، فكان يخرج في وقت كل صلاة، ويرجع كالواله، لا يكلمني ولا يكلم أحدا»، قال: «فضاق لذلك صدري، فقلت: «يا هذا، إني مقيم ها هنا منذ أربعين صباحا لا أراك تكلمني».فقال لي: «يا هذا لساني سبع، فإن أنا أطلقته أكلني» فقلت: «رحمك الله، عظني بموعظة أحفظها


(١٨) كذا في الأصول والمعالم. والزيادة يقتضيها السياق. وقد أخذناها من سياق جوابه في المرة الثالثة.
(١٩) زيادة من (م) والمعالم.
(٢٠) في الأصل: ذو النون.
(٢١) الخبر بهذا الاسناد في المعالم ٢٨٢: ١ - ٢٨٣، وباسناد آخر في صفة الصفوة ٣٢٨: ٤.
(٢٢) في الأصل: من كلامه حكم. والمثبت من (م) والمعالم وصفة الصفوة.