للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فوقع في نفسه منها شيء، فقال: اللهم إنك كنت جعلت لي بصري نعمة، وقد خشيت أن يكون [عليّ] (٦٤) نقمة، فاقبضه إليك».قال: «فعمى، فكان يروح إلى المسجد يقوده ابن أخ له، فإذا [استقبل به الأسطوانة] (٦٤) اشتغل الصبي مع الصبيان، فإذا عرضت له حاجة دعاه فأقبل إليه. فبينا هو ذات يوم ضحوة في المسجد إذ أحس في بطنه شيئا فحصب (٦٥) الصبي فشغل عنه باللعب مع الصبيان ولم يعلم به. فقال: «اللهم إنك جعلت لي بصري نعمة، فسألتك أن تقبضه إليك فقبضته، اللهم وقد خشيت الفضيحة على نفسي فاردده إليّ».قال: «فانصرف إلى منزله وهو صحيح البصر».قال مالك: «فرأيته أعمى ورأيته بصيرا».

حدث عبد الرحيم صاحب ابن فروخ، قال (٦٦): «كنا عند البهلول حتى أتاه رجل معه ابن له صغير قد أصابه جدري وهو لا يبصر، فقال: ادع الله تعالى لولدي أن يرد الله على هذا الصبي بصره»، قال: «فقام البهلول والصبي وأبو الصبي معنا حتى دخلنا على شقران بن عليّ، فسلمنا عليه، فقال له البهلول: «إن أخانا هذا ليس له غير ابنه الذي معه، وقد ابتلى في بصره، فادع الله تعالى أن يرد إليه بصره».قال: فقال له شقران: «ادع يا أبا عمرو ونؤمن نحن».قال: [فقال البهلول: بل أنت يا أبا علي فادع الله ونحن نؤمّن] (٦٧) فاستقبل شقران القبلة وهو على سريره، فحمد الله عزّ وجل وصلّى على نبيه صلّى الله عليه وسلم ثم قال: «اللهم إن أخانا هذا قد سألنا ما علمت، فنسألك أن ترد إلى ولده بصره».فالتفت الصبي إلى أبيه وقال: «يا أبت، ما هذا؟ » فلما سمعه البهلول أخذ بيد الصبي والرجل وقام فخرج. فطرح شقران بنفسه على وجهه فرددنا عليه الباب وخرجنا بالصبي بصيرا».

أخبر حمدون بن العسال، قال (٦٨): قحط‍ الناس عندنا بالقيروان، فجاء قوم إلى شقران وأنا عنده جالس فقالوا: «يا أبا عليّ، ادع الله يسقنا، فقد ترى ما الناس فيه


(٦٤) زيادة من صفة الصفوة.
(٦٥) كذا في الأصل وصفة الصفوة: أي رماه بالحصباء. المعجم الوسيط‍ (حصب). واستعاض عنها ناشر الطبعة السابقة ب‍ «فطلب» واعتبر ما في الأصل خطأ من الناسخ؟ .
(٦٦) الخبر في المعالم ٢٨٥: ١ بهذا الاسناد.
(٦٧) زيادة من المعالم.
(٦٨) الخبر في المعالم ٢٨٦: ١ بنفس الاسناد.