للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الموت، وأن يمن علينا وعليك، يا أخي، بتوبة نصوح (٤٧) قبل الموت.

يا أخي، أقصر نفسك عن شهواتها ولا تمكنها من هواها فترديك، فإنها لا تشبع ولا تقنع ولا ترضى منك إلا بهلاكك إن أطعتها. ولتعلم (٤٨) يا أخي أن الفقر مع الدين خير من الغنى مع الفجور، وارض من الدنيا باليسير، فإن القليل منها يجزي، ولا تشتغل بحبها ولا بطلبها عن الآخرة التي لا غنى لك عنها ولا بد لك منها. واعلم أنه ليس أحد [ينظر لك إلا] (٤٩) أن تنظر أنت لنفسك، فاعمل لها قبل أن يحال بينك وبين العمل؛ واغتنم بقية عمرك وصحة بدنك واتعب نفسك في الدنيا تجد ذلك [وأنت] (٥٠) أحو [ج ما ت‍] كون (٤٩) إليه حين يندم طالب الدنيا الذي يستعر [ض لها و] (٤٩) لم يدرك منها إلا ما قسم له، وضيّع آخرته حتى قدم ولم يقدم لنفسه شيئا، فلا دنيا بقيت [ولا آخرة] (٤٩) حصلت. أسأل/الله تعالى أن ينفعنا وإياك يا أخي بما علمنا.

يا أخي، عليك بتلاوة القرآن والصلاة من الليل ولو ركعتين، فإن في ذلك ثوابا عظيما. وإياك وكثرة الأكل فإن ذلك يقسي القلب ويعميه عن الآخرة ويستخرج من اللسان داء (٥١) ليس له به حاجة من الكلام، فاحفظ‍ لسانك وأكثر التفكر واذكر الموت ولا تنسه (٥٢)، وانظر من تخالط‍ ومن تصاحب، فإن صحبة الناس وخلطتهم اليوم هلاك، ولا تكثر من الأصحاب والمعارف إلا من ترجو نفعهم لآخرتك، وما أقلهم في هذا الزمان. ولا تستوحش إلا لمن ترجوه أن يكون عونا على دينك. واحذر الناس واعلم أن من صحبهم اليوم يورث الغفلة (٥٣) في الفهم والقسوة في القلب، فخالفهم واحرز دينك (٥٤)، وأدّ ما وجب عليك من الحق،


(٤٧) في الأصل: نصو.
(٤٨) في الأصل: وتعلم.
(٤٩) موضع خرق بسبب سوس بالأصل. اجتهد الناشر السابق في قراءته واتمامه.
(٥٠) زيادة يقتضيها السياق.
(٥١) كذا في الأصل. ولعل صحتها: ما.
(٥٢) في الأصل: ولا تنساه.
(٥٣) عبارة الأصل: يورث ذلك الغفلة.
(٥٤) كذا في الأصل. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: «واحذر [على] دينك».وحرزه وأحرزه: صانه.