للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر أنّ إسماعيل بن رباح دخل على عبد الله بن إبراهيم أمير إفريقية، فقال له الأمير: «ما اسمك؟ » فرد عليه وقال: «وأنت أيضا ما اسمك؟ » فقال الأمير: «اسمي عبد الله».فقال: «وأنا اسمي إسماعيل» فقال له الأمير: «اقرأ عليّ» فقال إسماعيل:

«لا سبيل إلى ذلك»، فقال الأمير: «ولم؟ »، قال: «لأنه بلغني أن النبي صلّى الله عليه وسلم [قال] (٥٥): «من قرأ على إمام جائر لعن بكل حرف عشر لعنات» (٥٦) فقال له الأمير:

«أو لا تسألني شيئا؟ » قال: «وما تملك فأسألك؟ » ثم خرج فقال بعض جلساء الأمير: «لقد انتظرنا أمرك فيه»، قال: «او ما رأيتم ما كان بيني وبينه؟ »، قالوا:

«وما كان بينك وبينه؟ »، قال: «كان بيني وبينه ثعبان فاغر فاه، لو أشرت إليه لابتلعني».

وحدث السحابي (٥٧) صاحب سحنون قال: صحبت إسماعيل الجزري من الجزيرة نريد «سوسة»، ونحن رجالة، فلما صرنا بين «المدفون» (٥٨) و «هرقلة» (٥٩) غابت لنا الشمس واختلط‍ الظلام، فمال إسماعيل إلى البحر فتوضأ وصلينا المغرب، ثم قرن كعبيه فصلّى ما بين المغرب والعشاء ثم صلّى العشاء فركع ما شاء الله تعالى، ثم التفت إليّ فقال: «تشاء أن ترقد؟ » قلت له: «نعم» فمال إلى ذروة فجمع شيئا من الرمل فجعله عند رأسه، وكانت ليلة شديدة البرد فالتف في كسائه، ورقد ورقدت إلى جانبه وألصقت ركبتي إلى ذقني من البرد، فما مر من الليل شيء حتى عرقت، فمددت يدي فإذا قطيفة علينا ألين من الحرير فتمطيت ففطن بي، فقال: «ما


(٥٥) زيادة من (م).
(٥٦) لم نعثر على نصّ هذا الحديث في المصادر التي اطّلعنا عليها.
(٥٧) كذا وردت هذه النسبة بدون اعجام في الأصل، ولم نجد في اصحاب سحنون من نسبته تقرب من هذا الرسم.
(٥٨) مرسي ومحرس معروف. ينظر عنه وعن موقعه وتطوره مسالك البكرى ص ٨٤، رحلة التجاني ص ٢٤.
(٥٩) كذا جاء رسمه في مسالك البكرى ايضا ص ٨٤.وهو الرسم الجاري عليه العمل اليوم. (الخريطة الادارية للجمهورية التونسية). بينما نجد رسمه عند التجاني (الرحلة ص ٢٤): اهريقلية. وعند الحميري (الروض المعطار ص ٥٩٤): هرقلية. وهو مثل سابقه من مراسي افريقية ومحارسها المشهورة.