للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شأنك؟ » فقلت له: «ألا ترى ما علينا؟ » فقال لي: «أحمد الله، وإن أردت أن ترقد فارقد وإن أردت أن تقوم فقم».

وكان كثيرا ما يقول: «رب سلّم، رب سلّم! » حتى يظن الجاهل أنه يقود جملا في زلق من كثرة قوله: سلم، سلم.

وذكر أنه كان في رفقة، فسلبهم السلاّبة (٦٠)، وكانت له في حياصته (٦١) دنانير، فلما عرفت السلابة أن في المسلوبين إسماعيل بن رباح ردوا على الناس جميع ما سلبوه، وردوا دنانير إسماعيل عليه، فأبى أن يقبلها وقال: «إنها اختلطت مع غيرها»، تورعا.

ثم خرج في آخر عمره إلى الحج فذكر (٦٢) أنه وقف بحلقة ابن وهب بمصر وعليه تليّس، فلم يقبل عليه ولا قرّب مجلسه، فصاح من آخر الحلقة: «من أجل لباسي هذا أقصى وأبعد؟ » فصاح به ابن وهب: «إلى ها هنا! [إلى ها هنا! ] (٦٣)» فدنا منه حتى لاصقه بالركبة. وكان ابن وهب لا يعرفه، فلما خلا معه ابن وهب قال له: «لو لبست [وسطا من الثياب] (٦٤) كان أحمد لك! » فقال له إسماعيل: «[من تحمل حملا] (٦٤) ثقيلا من خشية الله تعالى أوشك أن يفضي به إلى راحة».فقال له ابن وهب: «صدقت».

وقال عبد الله: وكان لإسماعيل بن رباح مواعظ‍ حسنة وعظ‍ بها بعض إخوانه من المريدين، [رأيتها] (٦٥) بخط‍ أبي زكريا محمد بن أحمد [بن يحيى] (٦٦) بن مهران، وأنا أذكر منها ما فيه مقنع إن شاء الله تعالى لمن ألهمه الله رشده: «كيف تصل يا أخي إلى ثواب الله عزّ وجل وقد علمت [أنك عصيت] (٦٧) الله مرارا كثيرة


(٦٠) الرجل الكثير السلب. ويقال ايضا: امرأة سلابة (المعجم الوسيط‍: سلب).
(٦١) في (م): خاصته. وهو تصحيف. والحياصة: سير يشدّ به سرج الدابة (القاموس: حوص).
(٦٢) الخبر في طبقات أبي العرب ص ٦٧ - ٦٨ وهو من زيادات الخشني على أبي العرب.
(٦٣) زيادة من (م) والطبقات.
(٦٤) ما بين المعقفين ذهبت أكثر حروفه في الأصل بسبب سوس واستعنّا في قراءته بالطبقات و (م).
(٦٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦٦) ذهبت حروف هذا الاسم بسبب سوس بالأصل. وأكملناه من ترجمته وهو احد رجال محمد بن سحنون. توفي سنة ٣٠٧.ينظر البيان المغرب ١٨٢: ١، المدارك ١٢٦: ٤.
(٦٧) كلمتان ذهبت أكثر حروفهما بسبب سوس بالأصل.