للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[يعني] (٤٩) سحنون، -فما أعلم أحدا يشبهه».

قال حمديس (٥٠): سمع على سحنون العلم سنة إحدى وتسعين ومائة، وتلك السنة توفي ابن القاسم. وكان (٥١) العلم في صدره كسورة من القرآن (٥٢).

وقال حمديس (٥٣): «رأيت أبا المصعب الزهري صاحب مالك بالمدينة، ورأيت أصحاب ابن القاسم بمصر وأصحاب ابن وهب وأشهب، ورأيت بمكة علماء وعلماء من أهل بغداد قدموا إليها، فو الله ما رأيت فيهم مثل سحنون ولا مثل ابنه محمد بعده».

قال عبد الله بن القبرياني (٥٤): «جاء رجل إلى سحنون فسأله عن مسألة، فأجابه فيها، فسكت الرجل، فقال له سحنون: «متى عهدك [بالكتاب؟ فقال:

البارحة، قال: ] (٥٥) فوجه سحنون في طلب الكتاب، فجيء به إليه، قال: فتصفّح (٥٦) فقصد موضع المسألة كأنه يعرفه، فوجده كما قال سحنون، فقال حينئذ سحنون:

«إني حفظت هذه الكتب حتى صارت في صدري كأم القرآن، ثم كبرت سني وضعفت قوتي، وأحسست الضعف، وأخاف أن يكون قد خالطني في عقلي مثل ما أصابني في قوتي، أفتريد أن تشككني في هذا القليل الذي معي؟ »، أو كما قال رحمه الله تعالى.

قال أبو بكر بن اللباد: قال لنا أبو سعيد بن عمرو بن يزيد (٥٧): أول (٥٨) ما تعلمت


(٤٩) زيادة من المدارك.
(٥٠) النصّ في الطبقات ص ١٠٢ بصورة أوفى. وفي المدارك ٤٧: ٤ مختصرا وراويته هو حمديس القطان كما في رواية الطبقات.
(٥١) ورد هذا القول في المدارك ٥٠: ٤ مسندا عن سليمان بن عمران في جملة كلام له.
(٥٢) رواية المدارك «كسورة من القرآن لمن حفظه».
(٥٣) الخبر بهذا الاسناد في المدارك ٤٩: ٤.
(٥٤) الخبر انفرد به الرياض وراويه هو عبد الله بن سهل القبرياني. كان معدودا في قدماء أصحاب سحنون، قريبا في السن منه. مولده سنة ١٧٢ وتوفي سنة ٢٤٨ المدارك ١٩٣: ٤.
(٥٥) زيادة من (م).
(٥٦) في الأصل: تصفح. والمثبت من (م).
(٥٧) يبدو انه من علماء مصر لم نعثر له على ترجمة الا ان عياضا ذكر بعض افراد من اسرة عمرو بن يزيد اشتهروا بالعلم والتفقه على مذهب مالك. المدارك ١٨٨: ٤.
(٥٨) النصّ في المعالم ٨٢: ٢.