للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من العلم مسائل الصلاة من سحنون، ولئن قلت لك إن سحنون أفقه من أصحاب مالك بن أنس-معلميه كلّهم-إني لصادق».

وكان عيسى بن مسكين يقول (٥٩): «سحنون راهب هذه الأمة، ولم يكن بين مالك وسحنون أحد أفقه من سحنون.

قال أحمد بن أبي سليمان: كان (٦٠) سحنون بن سعيد يوما عند البهلول بن راشد فسئل عن مسألة فأخطأ فيها، فكلمه سحنون في ذلك، فضاق وقال: «ألا ترى هؤلاء الأحداث يؤذوننا؟ » وكان شيخ إلى جانبه، فكلّمه فسكت عنه.

ومما يذكر (٦١) عن الشيخ أبي الحسن القابسي أنه كان يشق عليه مخالفة مالك وسحنون خاصة، وكان يقول: «لا أقدر أن أخالفهما وأهاب ذلك هيبة عظيمة».

وكان (٦٢) سحنون إذا اجتمعت له نفقة خرج إلى عليّ بن زياد صاحب مالك في (٦٣) تونس، يطلب عليه العلم، فبينا سحنون عند عليّ بن زياد بتونس إذ جاءه كتاب البهلول يسأله عن المسألة التي بينه وبين سحنون، فلما قرأه عليّ بن زياد رمى به إلى سحنون، فلما قرأه قال: «هذه مسألة قد اختلف فيها عندنا، فقال البهلول فيها كذا وكذا».فقال ابن زياد: «ومن نازعه؟ » فقال سحنون: «أنا خالفته»، وأخبره بما قال فيها، فقال له عليّ بن زياد: «أخطأ البهلول وأصبت أنت، اكتب إليه بهذا عني» ثم قال لسحنون: «الزم هذا الشيخ-يعني البهلول بن راشد-فإنه رجل صالح، لما أن أهمته المسألة كتب إليّ فيها».

قال (٦٤) سليمان بن سالم (٦٥): لما أردت الخروج إلى الحج قال لي سحنون: «إنك تقدم أطرابلس وقد كان فيها رجال (٦٦)، ثم تقدم إلى مصر وبها الرواة، ثم تقدم المدينة


(٥٩) النصّ في المدارك ٥٢: ٤ والمعالم ٨٤: ٢.
(٦٠) الخبر في المدارك ٩٥: ٣ (ترجمة البهلول).
(٦١) النصّ في المدارك ٥٢: ٤ وروايته أوفى وأدقّ من رواية الرياض.
(٦٢) الخبر في المدارك ٩٥: ٣ (ترجمة البهلول) وجاء الخبر موجزا في المعالم ٨١: ٢.
(٦٣) ففي الأصل: الى.
(٦٤) الخبر في المدارك ٥١: ٤.والمعالم ٢٣: ٢.
(٦٥) اسناد الخبر في المدارك: «قال محمد بن سحنون: قال لي ابي اذا اردت الحج ... » وجاء اسناده في المعالم: «قال محمد بن سحنون: لما عزمت على الحج قال لي ابي: ».
(٦٦) رواية المدارك: رجال مدنيون.