للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال عيسى بن مسكين (٧٦): قلت لسحنون: «تأتيك المسائل مشهورة مفهومة فتأبى الجواب (٧٧) فيها؟ » فقال: «سرعة الجواب بالصواب أشد فتنة من فتنة المال».

وقال: «كان بعض من مضى يريد أن يتكلم الكلمة، ولو تكلم بها لا نتفع بها خلق كثير، فيحبسها ولا يتكلم بها مخافة المباهاة».

وكان يتكلم [لله] (٧٥) ويصمت، فإذا أعجبه الصمت تكلم، وإذا أعجبه الكلام صمت.

وكان يقول (٧٨): «أجرأ الناس على الفتيا أقلّهم علما: يكون عند الرجل باب واحد من العلم فيظن (٧٩) أن الحق كله فيه».قال سحنون: «وأنا أحفظ‍ مسائل فيها ثمانية (٨٠) أقاويل من ثمانية (٨٠) أئمة، فكيف ينبغي (٨١) [لي] (٨٢) أن أعجل بالجواب حتى أتخير؟ فلم ألام على حبس (٨٣) الجواب؟ ».

وذكر محمد بن عبدوس (٨٤) مسألة الوط‍ ء في الدبر، مع هيبته لسحنون في سؤاله عنها. ولما سأله قال: «يا بني لي في هذه المسألة أربعون سنة أتدبرها وأدبر ما يخرج من (٨٥) الجواب فيها، [حتى] (٨٦) أحمل الناس عليه فما اتجه لي فيها شيء. يا بني هذه من الشبهات، وترك الشبهات خير، فما تسمع مني فيها حلالا ولا حراما»، فما سمعنا عنه فيها شيئا، ولا تقلد فيها فتوى، رضي الله تعالى عنه.

وذكر أنه أرسل إليه الأمير زيادة الله بن الأغلب يسأل سحنونا عن مسألة نزلت


(٧٦) النصّ في المدارك ٧٦: ٤ ونصفه الثاني في المعالم ٩٦: ٢.
(٧٧) في الأصل: فتأبى بالجواب. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: فتتأنى بالجواب وقومنا النصّ اتباعا لرواية (م) والمدارك.
(٧٨) النصّ في الطبقات ص ١٠٣ وبعضه في المدارك ٧٦: ٤ باختصار محل وأوله في المعالم ٩٦: ٢.
(٧٩) في الأصول والمعالم: يظن. والمثبت من الطبقات.
(٨٠) في الأصل: ثمان.
(٨١) كذا في الطبقات. وفي المدارك: يسعني.
(٨٢) زيادة من الطبقات.
(٨٣) رواية الطبقات. في حبسي.
(٨٤) انفرد الرياض بهذا النصّ.
(٨٥) في الأصل: في.
(٨٦) زيادة يقتضيها السياق.