للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يَظْلِمُونَ (٢٣) قال: ففتح الكوة وقال لابنه عليّ: «اخرج بي إلى هؤلاء القوم»، فخرج به وأقعده على مصطبة، فختم القارئ الآية ثم دعا.

فقام إليه رجل حسن الوجه [حسن] (٢٤) الإحرام فقال له: «يا أبا عليّ، [ما] (٢٥) تفسير هذه الآية: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ (٢٦)؟ » فقال الفضيل: «حدثني هشام بن حسان عن الحسن أنه قال (٢٧):

تأكلهم النار في كل يوم سبعين ألف مرة، كلما أكلتهم وأنضجتهم قيل لهم عودوا فيعودون» (٢٨) فصعق الفضيل (٢٩) وغشى عليه، فحمل إلى داره. فبلغ ذلك هارون الخليفة، فأرسل إلى سفيان بن عيينة وقال له: «إن الفضيل بن عياض فسر آية (٣٠) من القرآن فصعق به، فإذا صليت عشاء الآخرة فواف (٣١) الباب» ثم أمر بعض خدمه فقال [له] (٣٢): «إذا رأيت هذا الشيخ-يعني سفيان-فأدخله إليّ»؛ فأتى سفيان فأدخله إليه، فدعا ببغلة وبدرة، والبدرة ألف دينار، فأمر خادما فحملها وخرج وهو يبكي حتى أتى باب الفضيل، فقرعه سفيان واستأذن، فأذنت له الخادم بالدخول، قال: «أو يدخل من معي؟ » قالت (٣٣): «نعم» فدخلوا، فسلّموا عليه ثم قال له سفيان: «هذا أمير المؤمنين قد جاء عائدا لك».فاستوى الفضيل جالسا، فمد هارون يده إليه وسأله عن أحواله وقال: «عظني يرحمك الله» فقال له الفضيل: «يا حسن الوجه، أنت المسئول عن هذه الرعية غدا».فقال له: «عظني، يرحمك الله» فقال له: «أنت المسئول عن هذه الرعية»، وكرر ذلك ثلاث مرات، فبكى


(٢٣) سورة العنكبوت آية ٤٠.
(٢٤) كلمة أصابها محو بالأصل فأكملناها من (م) والمعالم.
(٢٥) زيادة من المعالم.
(٢٦) سورة النساء آية ٥٦.
(٢٧) الأثر من هذا الطريق في تفسير ابن كثير ٥١٤: ١.وينظر تفسير الطبري ج ٨ الأثر رقم ٩٨٣٦ ورقم ٩٨٣٧.
(٢٨) في الأصول: فيعودوا. وفي تفسير ابن كثير فعادوا. والمثبت من المعالم.
(٢٩) عبارة (م): فصحق بالفضيل.
(٣٠) رواية الأصل: فسر له آية. والمثبت من (م) والمعالم.
(٣١) في الأصول: فوافي. وفي المعالم: فوافني.
(٣٢) زيادة من (م) والمعالم.
(٣٣) في الأصل: قال. والمثبت من (م) والمعالم.