كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ذكر الطبقة الرابعة من فقهاء مدينة القيروان وعبادها وما يليها من بلدان إفريقية وغيرها ومحدثيهم - ١٢٧ - ومنهم أبو جعفر موسى بن معاوية (¬*) الصمادحي، رضي الله تعالى عنه. - ج: 1 - ص: 381

[موسى بن معاوية] (٤٢) عن ابن عبد الحكم أنه قال: «كان ابن القاسم يصوم الدهر كله».

وروى عنه (٤٤) [أنه] (٤٥) قال (٤٦): «ذكر لي رجل بخراسان، فأتيته فأصبته في المسجد يحدث، [فسلّمت عليه] (٤٥)، فقال [لي] (٤٥): «من أين الرجل؟ » فقلت:

«من المغرب» فقال: «من أي موضع؟ » فقلت: «من القيروان» قال: «ومن لقيت؟ » قلت: «الفضيل ووكيعا وأبا معاوية (٤٧) الضرير» فقال لي: «ما أظنك تريد بهذا الله عزّ وجل، أما كان يكفيك أن تجعل أحدهم لدينك؟ ولكنك أردت أن تقدم بلدك فتقول: لقيت فلانا وفلانا. والله لا أسمعتك (٤٨) إلا ثلاثة أحاديث لعنائك! ».فأخذت كتبه، فانتخبت منها ثلاثة أحاديث رويتها عنه، ثم خرجت من الغد إلى جرير بن عبد الحميد [الضبي] (٤٩).

وهذا إشفاق من الرجل على موسى خيفة أن تؤديه رغبته في كثرة الرواية إلى أن يروي عن الضعيف والمتروك، كما قال مالك، رحمه الله تعالى، لولدي (٥٠) أخيه وهما أبو بكر وإسماعيل ابنا أبي أويس لما رأى حرصهما على كثرة (٥١) الرواية (٥٢): «إن أردتما أن ينفعكما الله عزّ وجل [به] (٥٣) فأقلاّ منه وتفقها».

وقال سحنون (٥٤): «كنا نرابط‍ بالمنستير في شهر رمضان، وكان موسى أكثرنا صلاة (٥٥) فإذا كانت ليلة سبع وعشرين من رمضان طبقها من أولها إلى آخرها (٥٦)، فإذا

---

(٤٤) أي موسى بن معاوية الصمادحي.
(٤٥) زيادة من (م) والمعالم.
(٤٦) الخبر في المعالم ٥٦: ٢ - ٥٧.
(٤٧) في الأصل: ووكيع وأبو معاوية. والاصلاح من (م) والمعالم.
(٤٨) في الأصل: اسمعك. والمثبت من (م) والمعالم.
(٤٩) زيادة من (م) والمعالم.
(٥٠) في الأصول: لأولاد. والمثبت من المعالم.
(٥١) في الأصل: كثر. والمثبت من (م) والمعالم.
(٥٢) النصّ في المدارك ١٥٥: ٣ (ترجمة أبي بكر بن أبي أويس).
(٥٣) زيادة من المدارك. وهو يقصد الحديث وروايته.
(٥٤) الخبر أوله في الطبقات ص ١٠٧ وهو بتمامه في المدارك ٩٤: ٤ والمعالم ٥١: ٢ - ٥٢.
(٥٥) كذا في الأصول والمعالم. وجاءت العبارة في الطبقات: «ومعنا جماعة من أصحابنا»، فكان موسى بن معاوية أطولهم كلهم صلاة وأدومهم عليها.
(٥٦) هنا تنتهي رواية الطبقات.