للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وحدث موسى، قال: «لما خرجت أريد جريرا (٧٤) «بالري» من بلد خراسان، صحبني شاب عليه جبة صوف وكساء صوف راجلا (٧٥)، فقلت له: «إلى أين تريد؟ » قال: «إلى جرير» فقلت له: «فالطريق واحدة».فوصلنا إليه نصف النهار، فجلسنا على بابه في ظل حائط‍، حتى خرج متوكئا على عصا يريد الأذان في المسجد والصلاة فيه، فسلمنا عليه فقال: «أين بلدكم؟ » فقلت: «إفريقية» فقال:

«إفريقية! » يستعظم ذلك، وقال: «ثم إلى أين؟ » فقلت له: «ثم إليك، يرحمك الله» قال: فرق لنا ثم قال: «ادخلا المسجد لتصليا (٧٦)» ثم أذن وصلينا معه، ثم أخرج كتابه فقرأ لنا، وأنا أمسك كتابي معه والشاب جالس وليس معه كتاب.

فانصرفنا إلى الموضع الذي نزلنا فيه والشاب معي، فلما جلسنا نتذاكر ما حدثنا به الشيخ قال لي الشاب: حدث (٧٧) فلان عن فلان، فقلت له: «عن فلان عن فلان» فقال: «ليس كذا قرأ الشيخ (٧٨)، اقرأ: «فلان عن فلان» فقمت إلى الكتاب فأصبته كما قال. فلم يزل الشاب معي حتى فرغنا من كتب جرير بن عبد الحميد، ثم انصرفنا، فضاق صدري، فكاشفت الفتى فقلت له: «أين كتبك؟ » فتبسم ثم قال لي: «يا أبا جعفر، أخرج إليّ أي كتاب شئت» فأردت الاستقصاء عليه، فأخرجت إليه كتابا فقال: «أي كتاب هو؟ » فنسبته له، فقال لي: «اسمع»، فاندفع يقرؤه ظاهرا، فرأيت منه قدرة الله، فقلت له: «حسبك، يكفيك».


(٧٤) يعني جرير بن عبد الحميد الضبي وقد تقدمت الإشارة إلى رواية موسى عنه.
(٧٥) في الأصل: راجل.
(٧٦) في الأصل: ادخلا المسجد تصليان. والتصويب للناشر الأول.
(٧٧) في الأصل: حديث.
(٧٨) وردت هنا في النصّ كلمة «ايضا» ولعلها مقحمة.