للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عن سعيد بن المسيّب، أن عمر بن الخطاب (٦٧) لما بنى مسجد مكة (٦٨) أراد أن يدخل أرضا للعباس ليعتدل (٦٩) بها المسجد، فمنعه العباس وقال: «أرضي وملكي» فقال له عمر: «الأرض أرض الله، والمسجد مسجد الله» فقال له العباس: «بيني وبينك رجل من المسلمين يحكم بيني وبينك» فتراضيا بأبيّ [بن كعب فسا] را (٧٠) إلى أبيّ فضربا عليه الباب، فخرج إليهما، فلما رأى عمر قال: «يا أمير المؤمنين، ألا أرسلت إليّ حتى آتيك؟ » فقال له عمر: «إن ا [الحاكم يؤتى] (٧١) إليه ولا يأتي إلى أحد، وإني والعباس تشاجرنا في أمر وحكمناك فيه».ثم دخلا معه داره، فأخذ وسادة فألقاها إلى عمر فنبذها عمر برجله وقال له: «هذا أول جورك، اجلس أنت عليها» فجلس أبيّ عليها، ثم ذكر له عمر القصة، فقال له: «يا أمير المؤمنين، إن الله عزّ وجل أوحى إلى داود عليه السلام «أن ابن لي بيتا في الأرض أقدسه وأشرفه وأعظمه وأذكر فيه»؛ فوضع داود يده فيه فبنى أساسه، وهو «بيت المقدس»، ثم أتمه بعده ولده سليمان. فلما أخذ في إتمامه إذا فيه بيت لامرأة من بني إسرائيل لا يعتدل المسجد إلا به، فأعطاها سليمان فيه عطاء، فلم ترض، فأمسك سليمان عن البناء، فأوحى الله عزّ وجل إليه: «يا سليمان إن كنت إنما تعطي من عندك فأمسك، وإن كنت إنما تعطي من عندي فأعط‍» فأعطاها سليمان حتى رضيت. فما أرى يا أمير المؤمنين الحق إلا للعباس، فأرضه» (٧٢)، فقال العباس: «ألست قد حكمت لي؟ » قال: «نعم»، قال: «فإني أشهد الله عزّ وجل وأشهدك أني تركت أمير المؤمنين يدخله في المسجد.

وتركته (٧٣) لله تعالى»؛ رضي الله تعالى عن جميعهم.


(٦٧) لهذا النصّ رواية تختلف عن رواية الرياض بعض الشيء في طبقات ابن سعد ٢١: ٤ - ٢٢، وأنساب الأشراف ١٥: ٣.
(٦٨) رواية طبقات ابن سعد وأنساب الأشراف تشير إلى المسجد النبوي بالمدينة.
(٦٩) في (م) والطبقات: ليعدل.
(٧٠) موضع محو بالأصل أكملناه من الطبقات. وروايته (م): فصارا لأبي.
(٧١) كلمتان لم نستطع قراءتهما بسبب بلل بالأصل فأكملناهما من (م) والطبقات.
(٧٢) كتب الناسخ هنا عبارة «فقال العباس أرضه» ثم ضبب عليها إشارة إلى انها زائدة فحذفناها من النصّ.
(٧٣) في (م) والطبقات: وجعلته.