للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا (٤٤) في غير هذا الوقت، فهل لك أن نطعم كل ما هيأناه من الطعام لجارنا هذا وضيفه ونسألهما في دعوة فيحرز (٤٥) الله علينا أولادنا ويبارك فيما أعطانا؟ » فساعدتني على ذلك، فأخذت الصحفة من على المائدة وأتيت بها إليكم. ثم قالت لي الزوجة (٤٦): «لا بد من حلاوة تكون بعد الثريد» فأعطتني هذا التين وهذا الزيت».

قال [عبد الله] (٤٧): لما آثر واصل، رحمه الله تعالى، الفقير على الغني أعطاه عزّ وجلّ جميع ما اشتهى أن يأكله عند الغني من غير سؤال ولا استشراف. وهذا كله من ميراث الصدق.

حدث الشيخ القدوة الفقيه أبو الحسن عليّ بن محمد القابسي، رحمه الله تعالى، قال (٤٨): ذكر [أن] (٤٩) محمد بن سحنون، رضي الله تعالى عنه، كان يوما جالسا في مسجده ضحى من النهار يلقي على أصحابه العلم وهو منشرح مقبل، حتى وجم فأطرق ساكتا متفكرا، ثم نهض للقيام وقال: «من حضرته [نية] الزيارة (٥٠) لواصل فليقم»، ثم خرج من فوره وخرج معه أصحابه حتى وصل إلى «قصر الرباط‍» بجمّة (٥١). فدخل إلى «القصر» في اليوم الثاني والمؤذن يؤذن الظهر، فنزل عن دابته وتوضأ للصلاة هو وأصحابه وصلّوا مع واصل الظهر، فلما فرغ من الصلاة والركوع تقدم إليه محمد بن سحنون فقال له: [واصل (٥٢): يا هذا رأيتك، أمررت يدك (٥٣) على لحيتك وهذا عمل لا يجوز! فقال ابن سحنون: وأنت يا شيخ أعد صلاتك


(٤٤) في الأصل: من هذا. وفي المدارك: في هذا. والصواب ما أثبتناه.
(٤٥) كذا في الأصل: وحرزه حرزا: صانه (المعجم الوسيط‍: حرز). وقرأها ناشر الطبعة السابقة: فيحفظ‍.
(٤٦) في الأصل: ثم قالت له زوجته. والمثبت من المدارك.
(٤٧) في الأصل: قال ع. والراجح ان حرف «ع» يرمز إلى اسم المؤلف عبد الله بن محمد المالكي. مما يشعرنا ان هذا تعليق للمؤلف على الحكاية. وقد تكرر استخدام هذه الطريقة كثيرا في الجزء الثاني. يراجع فهرس الاعلام.
(٤٨) الخبر في المدارك ٢٠٤: ٤ والمعالم ١٣٣: ٢ - ١٣٤.
(٤٩) زيادة من المدارك والمعالم.
(٥٠) عبارة الأصل: من حضره الزيارة. وقد اتممنا النصّ وأصلحناه اعتمادا على رواية المدارك.
(٥١) ورد هذا الاسم في الأصل مهمل الحروف. ينظر تعليقنا المتقدم رقم ٢.
(٥٢) ورد النصّ المحصور بين معقفين-وهو ساقط‍ من الأصل-في المدارك والمعالم وعن هذا الأخير أخذنا النصّ المثبت وقارناه وصححناه بما جاء في رواية الأول.
(٥٣) في المعالم: مررت بيدك. وأخذنا برواية المدارك.