للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخادم وأنا محتشم، لأنه شيء لم أفعله قبل ذلك، فلما رآه محمد خرج إليّ فقال لي:

«جئتني بهذا ولم تصح لي من وراء الدرب! »، وفرح به وأوصاني أن أكثر له منه، فكنت أحمل إليه منه، وربما ملأت له خرجا منه وأرسل به إليه على حماري».قيل لعيسى: «وكيف جسرت عليه به أول مرة؟ » فقال: «لرزقه الذي كتب الله له فيه».

ولما (٨٢) توفي قام الناس على قبره شهورا عدة حزنا منهم عليه وأسفا على فراقه بعد أن ضربت على قبره فازة (٨٣)، ذكر ذلك محمد بن حارث الأندلسي.

قال أبو الحسين الكانشي: «بلغني (٨٤) أنه لما مات رثاه جماعة، منهم أحمد بن أبي سليمان رثاه بقصيدة (٨٥) ثلاثمائة بيت، منها يقول (٨٦):

ألا فابك للإسلام إن كنت باكيا ... لحبل من الإسلام أصبح واهيا

تثلم حصن الدين وانهدّ ركنه ... عشية أمسى في المقابر ثاويا

إمام (٨٧) ... حباه الله فضلا وحكمة

وفقّهه في الدين كهلا وناشيا

وزوّده التقوى وبصّره الهدى ... فكان بلا شك إلى النور هاديا

ألا أيها الناعي الذي جلب الأسى ... وأورثنا الأحزان، لا كنت ناعيا!

نعيت إمام العالمين محمدا (٨٨) ... وقلت: مضى من كان للدين راعيا


(٨٢) قارن بما جاء في المدارك ٢٢٠: ٤ والمعالم ١٣٦: ٢.
(٨٣) في الأصل: جاء حرفه الأول قافا. والمثبت من (م). وفي المدارك قبّة. وهما بمعنى واحد. (القاموس: فوز).
(٨٤) جاءت عبارة هذا التقديم في الأصل هكذا: «بلغني أنه لما مات رثاه جماعة منهم ما رثاه أحمد بن أبي سليمان بقصيدة ثلاثمائة بيت منها يقول ... » وقد أصلحنا العبارة استئناسا بالناشر السابق
(٨٥) أورد القاضي عياض في المدارك ٢٢١: ٤.أربعة أبيات من هذه القصيدة هي الأبيات ١، ٤، ٣، ٢.وأورد قبلها خمسة أبيات من قصيدة في نفس الوزن والروي ولم ينسبها. ونخشى أن يكون الأمر التبس على مبيّضي نسخة المؤلف من المدارك ففصلوا بين المقطوعتين. ونلاحظ‍ أيضا أن الدباغ روى خمسة أبيات من المقطوعة المذكورة دون أن يسمّي قائلها، ثلاثتها الأخيرة انفردت بها رواية المعالم.
(٨٦) لاحظ‍ الاستاذ الدكتور حسين مؤنس-بحق-ان نصّ هذه القصيدة ورد مضطربا في الأصل اضطرابا شديدا، ومعظم الأبيات مكسور وقد قوّمها على قدر الامكان مستعينا في ذلك بالاستاذ محمد علي النجار المدرس بكلية اللّغة العربية [واحد أعضاء مجمع اللّغة العربية بالقاهرة].
(٨٧) في الأصل: إماما. والمثبت من المدارك.
(٨٨) في الأصل: محمد.