للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر عن (٧٧) أحمد بن مسعود المعروف بدلك (٧٨) أنه كان يختلف إلى محمد بن سحنون ثم مال إلى ابن عبدوس، فسأل ابن عبدوس يوما فقال: «ما تقول في الإيمان أصلحك الله، إنه مخلوق هو أم غير مخلوق؟ » فقال له ابن عبدوس: «لا أدري، ولكن [سل] (٧٩) صاحب الكوة» -وهو يريد ابن سحنون؛ وكان ابن سحنون يجلس في طاق في مسجده. فأتى الرجل ابن سحنون فسأله، فقال له محمد بن سحنون: «فأين صاحبك؟ » فقال: «قد سألته فلم يجبني وأرسلني إليك»، فقال له محمد: «هذه مسألة تحتاج أن يختلف فيها سنة».ثم قال له: «الإيمان بضع وسبعون درجة، أدناها إماطة الأذى عن الطريق، وأعلاها شهادة أن لا إله إلا الله. فالإقرار غير مخلوق، وما سوى ذلك من الأعمال مخلوقة».قال أحمد: فمضيت إلى العراق، فاجتمعت مع داود (٨٠) فسألته عنها، فكان جوابه كجواب ابن سحنون، رحمه الله تعالى.

وذكر عنه، رحمه الله تعالى، أن رجلا أتاه فقال: «آتي العمل من أعمال البر في السر وأحب أن يظهر ذلك عليّ» فقال له محمد: «قل لنفسك: إنه إذا ظهر عليك نفعك عند الله تعالى. فإن قبلت نفسك ذلك فهو رياء، وإن أبت نفسك ذلك فلا يضرك ما دعتك إليه».

قال عيسى بن مسكين: «جادت عندنا سنة من السنين البقلة الحرشاء وهي لسان الحمل (٨١)، فحملت منه إلى محمد في طرف ردائي، ثم رميته على كتفي فدفعته إلى


(٧٧) في الأصل: أن.
(٧٨) قرأها ناشر الطبعة السابقة: بذلك. وترك قبلها موضع نقص محصورا بمعقفين ولعلّ «دلك» هي صفة أو لقب عرف به أحمد بن مسعود هذا.
(٧٩) زيادة من الناشر السابق.
(٨٠) يقصد: داود بن علي الاصبهاني امام أهل الظاهر المتوفى سنة ٢٧٠. ينظر عنه تاريخ بغداد ٨: ٣٦٩ - ٣٧٥.
(٨١) يبدو ان الاسم الأول هو الاسم الذي عرف به هذا النبات في افريقية لدى العامة في ذلك العصر. اما الاسم الثاني فهو الاسم العلمي للنبات والمتعارف عليه لدى كافة المصادر القديمة. يقول عنه ابن البيطار: (الجامع لمفردات الأدوية ١٠٧: ٤) هو صنفان كبير وصغير فالكبير عريض الورق، قريب الشبه من البقول التي يغتذى بها. ونلاحظ‍ ان المصادر تجمع ان اسمه عند العامة بالمغرب: «المصاصة».ينظر: مفيد العلوم ص ٦٩.ملحق القواميس (مادة: البقلة الحرشاء ولسان الحمل).