للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حدث أبو ميسرة أحمد بن نزار الفقيه، قال: خرج أمين (٧١) لسليمان القاضي (٧٢) ليرابط‍ بالمنستير، فصلّى بهم إمامهم فسلم تسليمة ثم وثب فقام، فقال الأمين: «ما له؟ أملدوغ هو؟ » فقالوا: «ما به ما ذكرت، وإنما هذا مذهبه» فأراد أن يجعل الإمام يسلم تسليمتين فلم يساعده على ذلك أهل المنستير وأغلظوا له في ذلك، اتباعا منهم لمذهب مالك رضي الله تعالى عنه. فخرج من المنستير مغضبا فوصل القيروان فدخل على سليمان فأخبره بما جرى له مع أهل المنستير وما تكلموا به، وأغرى بهم سليمان.

فتغيظ‍ سليمان وأرسل خلف جماعة منهم، فلما وصلوا إلى الفسطاط‍ (٧٣) بعثوا رجلا منهم إلى محمد بن سحنون فأخبروه، فقال ابن سحنون: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون! ينهرهم ويهينهم ولا يعرفون ما يقابلونه به»، فقال للرجل: «ارجع إليهم فقل (٧٤) لهم: إذا كان غدا فادخلوا من باب أبي الربيع وقت اجتماع الناس، وليكن بين أيديكم رجل من أصحابكم وليقل: «يا معشر المسلمين! الدعاء لأهل المنستير. فإن القاضي سليمان بن عمران بعث وراءهم ولا يدرون فيما ذا أرسل وراءهم».قال: ففعلوا ذلك، فارتجت القيروان/وامتلأت الأزقة بالناس وامتلأت السقيفة على سليمان، وامتلأ الدرب الذي كان يسكن فيه، فقال: «ما بال الناس؟ » فقال له «قليل» (٧٥): «إن أهل المنستير قد جاءوا، وإن أهل القيروان قد أتوا إليك لينظروا ما تعمل بهم» (٧٦)، فخاف سليمان من ذلك خوفا شديدا، وقال لحاجبه: «قل لأهل المنستير ينصرفون إلى مواضعهم، فما لنا عليهم سبيل».


(٧١) تحدث دوزي في ملحق القواميس عن مختلف أنواع الأمناء. ولم يشر إلى خطة «أمين القاضي» الواردة هنا.
(٧٢) المراد: سليمان بن عمران كما سيذكر بعد قليل في النصّ.
(٧٣) كذا في الأصل. ولم نفهم المراد من ذكر هذا اللفظ‍.هل يقصد به اسم موضع جاء خارج مدينة القيروان. أم هو سبق قلم من المؤلف اراد ان يكتب القيروان فكتب الفسطاط‍.
(٧٤) في الأصل: فقال.
(٧٥) هل يفهم من سياق النصّ انه اسم حاجب سليمان بن عمران القاضي.
(٧٦) جاءت هذه العبارة في الأصل هكذا: «وان اهل القيروان قد أتوا لتنظر بهم ما تعمل بهم».فقومها ناشر الطبعة السابقة على النحو المثبت في النصّ.