للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أيا تارك الدنيا، تركت لأهلها ... أسى باطنا، وجدا عليك، وباديا

غدوت إلى قبر (٩٧) لدى «باب نافع» ... فسار إليه الخير أجمع غاديا

أزال سرور الناس سترك (٩٨) عنهم ... وألقى عليهم في الخميس الدواهيا

فأوجستهم (٩٩): من كان قربك ساكنا ... ومن كان في الآفاق يسكن نائيا (١٠٠)

عممتهم بالوجد، إذ بنت، مثلما ... عممتهم بالنفع إذ كنت باقيا

لمن (١٠١) جاء يبغي العلم كنت معلما ... ومن جاء للمعروف كنت مواسيا

ومن (١٠٢) جاء مظلوما ذليلا لنصره ... تقول له: يا مرحبا بك جائيا

فأقسمت نذرا (١٠٣) عامدا قول مالك: ... عليّ به حجا إلى البيت ماشيا

ثلاثين عاما إن حججت أحجها ... كذلك أو ألقى من الموت لاقيا

لقد حلّ من قلبي مصاب محمد ... بوجد نفى نومي وغيّر حاليا

فلو أنه يفدى من الموت والبلى ... لكنت له دون البرية فاديا

يقول بنيّ، حين أنكر حاليا ... وأبصر دمعي فوق خدي جاريا

وأبصرني صبّا أبيت مسهدا ... أراعي النجوم الطالعات تواليا

وأضحي شجيّ القلب دائم عبرة ... كئيبا حزينا خاليا من عزائيا:

أراك أبى-في الليل-ساهر (١٠٤) مقلة ... وتصبح مشغولا عن الطعم طاويا

أمالا (١٠٥) رزئت، أم أصابتك علة ... فأصبحت منها خافض الصوت عانيا؟

فقلت له: مالي سليم، وليس بي ... سقام فأبغي للسقام مداويا

ولكنني، لما فقدت محمدا، فقدت ... لما أرجوه فيك رجائيا


(٩٧) في الأصل: لقبر.
(٩٨) كذا في الأصل.
(٩٩) أوجس فلان: وقع في نفسه الخوف (المعجم الوسيط‍: وجس). استبدلها ناشر الطبعة السابقة ب‍ «فأوحشتهم».
(١٠٠) في الأصل والمطبوعة: ناسيا. بسين مهملة. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(١٠١) كذا في الأصل وقرأها الناشر السابق فمن.
(١٠٢) في الأصل: ولمن.
(١٠٣) في الأصل: نديرا.
(١٠٤) في الأصل: ساهرا.
(١٠٥) في الأصل: أمال.