للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بذلك وخرج معه إلى باب القصر وقال: «[احملوا] (٢٨) الشيخ على دابة» (٢٩) وقال:

«والله لا برحت حتى تركب! » فركب عبد الجبار والأمير قائم. فلما ركب واستوى على دابته وأصلح الغلمان ثيابه وانصرف، التفت الأمير إلى كاتبه رجاء بن محمد وقال له: «يا رجاء، رأيت ما أعقله، وما أظرفه! أتعرف في رعيتي مثله؟ إنه قضى ذمامنا وتعافى من طعامنا وأخرج مالنا فيما يرضينا».فتصدق عبد الجبار بجميع الدنانير على الفقراء والمساكين ولم يبق منها شيئا. رضي الله تعالى عنه (٣٠).

ومن مناقب عبد الجبار (٣١)، قال حمديس [القطان] (٣٢): ما رأيت أورع من عبد الجبار.

وكان سحنون (٣٣) إذا اجتمع إليه الناس للسماع منه يقول: «انظروا هل عبد الجبار حضر»، فإن جاء قرأ لهم وإلا أخر ذلك حتى يأتي، فإذا جاء أمر القارئ فيقرأ. وقال أبو العرب: وبلغني أنه قيل لعبد الجبار: «أكان سحنون لا يسمع الناس حتى تحضر أنت؟ » فقال: «لا أدري، غير أني كنت إذا حضرت أمر القارئ أن يقرأ، فقرأ للناس».

وكان ممن ينطق بالحكمة: فمن ذلك ما ذكره أبو الفضل بن الصائغ عنه أنه


(٢٨) زيادة من (م) والمعالم.
(٢٩) في (م) والمعالم: دابته.
(٣٠) هنا قطع المؤلف ترجمة عبد الجبار بن خالد السرتي وانتقل إلى ترجمة احمد بن معتب بن ابي الأزهر الذي يليه. وفي نهايتها عاد الى ترجمة عبد الجبار مستدركا ومنبها إلى هذه العودة بقوله: «ومن مناقب عبد الجبار المذكور قبل هذا» وكنّا نظن أن هذا من عمل النساخ لكن وروده في المختصر (م) جعلنا نقول بكونه من عمل المؤلف. والملاحظ‍ ان صاحب المختصر لم يثبت تنبيه المؤلف وعبارته: «ومن مناقب عبد الجبّار ... » غير ان السياق يشعر بان الحديث انتقل من الحديث عن أحمد بن معتب الى الحديث عن عبد الجبار بن خالد. ورغم ذلك فإن الدباغ وابن ناجي (المعالم ١٨٠: ٢ - ١٨١) قد نسبا ما جاء في هذا الاستدراك إلى أحمد بن معتب ولم يتفطنا إلى ذلك. وهو ما يزيدنا يقينا بأنهما-الدباغ وابن ناجي-لم يطّلعا على نسخة تامة من الرياض. وكل اعتمادهما على المختصر أو نقول صاحب المدارك. ينظر تفصيل ذلك في المقدمة. وتنسيقا لمواد الكتاب وتراجمه ضممنا ما جاء في استدراك المؤلف الى بقية ترجمة عبد الجبّار.
(٣١) ورد هذا الملحق في وسط‍ الورقة ٥٢ ومن السطر ١٧ - الى السطر ٣٢.
(٣٢) بياض بالأصل أكملناه من المدارك ٣٨٥: ٤ حيث جاء الخبر فيه مسندا.
(٣٣) جاء هذا النصّ في المدارك ٣٨٦: ٤ مقتضبا. وأسنده الدباغ عن المالكي (المعالم ١٨١: ٢) ووضع أحمد بن معتب مكان عبد الجبار. ينظر تعليقنا أعلاه رقم ٣٠.