للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جهازها-وكانت له (٩) ابنة تخرج إليه من عيد إلى عيد، فقال لأمها: «إني أحب أن تريني ابنتي وتلبسيها ثيابها وحليها، ولا تدعي منه شيئا» ففعلت الأم ذلك، فلما رآها رحب بها وقال لها ولأمها: «إن ابن الحسيني زوج ابنته وشكا إليّ تعذر الأشياء عليه، وأنا أحب أن تنزعي (١٠) هذا الحلي وتخلعي هذه الثياب وتأتي بها إليّ ندفعها لابن الحسيني وأنا أعوض لكما أكثر مما أخذ» فدفعت إليه الحلي والحلل، فأعطاه جميع ذلك.

وذكر (١١) عنه أنه كان يمشي ذات يوم فإذا بجمال عليها حمولة قمح، فقال له رجل من أصحابه كان يسايره: «أصلحك الله، إن الذي تنزل هذه على بابه في أمن من هذه المجاعة (١٢)» ثم فارقه الرجل، فسار ابن طالب (١٣) إلى داره، فنزلت الحمولة على باب داره، أتاه بها وكيله. فقال لهم ابن طالب (١٣): «اذهبوا بهذه الأحمال كلها كما هي إلى دار فلان» -يعني الرجل الذي كان يسايره-وقال لهم: «قولوا [له] (١٤): قد أمنت مما كنت تحذر».

وقال ابن أبي عقبة (١٥): كان رجل كفيف فقير يمشي مع زوجته في «السوق الكبير» بالقيروان، فإذا بصقلبي قد أتى إلى بعض الطباخين فقال له الصقلبي: «يقول لك مولاي: تأخذ لنا خروفا من حاله وصفته (١٦) [كذا وكذا] (١٧) وتعمله في التنور، وتأخذ له من الخبز والزيتون وبقل المائدة ما يصلح، ويكون ذلك مهيأ حتى إذا رجعت (١٨) مع مولاي القاضي من صلاة الجمعة أتيت إليه فأخذته».


(٩) أي لابن طالب.
(١٠) في الأصل: تنزع.
(١١) الخبر في المدارك ٣١٦: ٤ - ٣١٧ والمعالم ١٦٤: ٢ - ١٦٥.
(١٢) يفهم منه أن القيروان كانت تقاسي محنة مجاعة إذ ذاك.
(١٣) في الأصل: ابن أبي طالب. وهو مخالف لما ورد في صدر الترجمة وما سيرد في ثناياها ولما أجمعت عليه المصادر.
(١٤) زيادة يقتضيها السياق.
(١٥) الخبر في المدارك ٣١٧: ٤ - ٣١٨ والمعالم ١٧١: ٢ - ١٧٢ بنفس الاسناد.
(١٦) في الأصل: وقصته. والمثبت من المدارك والمعالم.
(١٧) زيادة من المدارك والمعالم.
(١٨) في الأصل: حتى ارجع. وعبارة المدارك والمعالم: «وهيئه إلى أن يرجع ... »