للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وانصرف (١٩) الغلام، والكفيف وزوجته يسمعان ما قال. فقالت له زوجته: «والله ما اشتهيت إلا أن آكل من هذا الشواء»، وكانت حاملا. فقال لها: «أنت طالق إن تغديت إلاّ منه» فلما سمعت ذلك منه قالت: «لا تمش معي ولا تصحبني، لأنك حلفت بالطلاق».قال: فلما رجع القاضي سبقاه (٢٠) إلى الدار وجلسا حتى أتى القاضي فدخل، وكان في سقيفة داره بيت يجلس فيه للنظر بين الناس ويتغدى فيه إذا حضر غداؤه.

قال: فلما جلس القاضي وجلس معه إخوانه قال الكفيف لزوجته: «[إذا رأيت] (٢١) هذا الخروف قد جاء على رأس الغلام فتسمعي (٢٢) لوقوع الماء في الطست» فقالت (٢٣) له: «ما الذي يوصلك إليه؟ » فقال (٢٣) لها: «اسكتي عني»، فلما سمعت وقوع الماء في الطست أخبرته، فقال الكفيف: «يا قاضي، قال الله تبارك وتعالى:

(وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) (٢٤)، وقال تبارك وتعالى: (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً، إِنّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً، فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) (٢٥)» قال: فصاح القاضي للصقلبي وقال له: «صح بالغلام واجعل على رأسه هذا الخوان كما هو بما فيه وامض معه حتى توصله إلى دار هذا المتكلم، وفرّغه ورد الخوان»، ففعل الغلام ذلك. وكان (٢٦) إبراهيم بن أحمد الأمير قد فوّض [إليه] (٢٧) النظر في الولاة والجباة والحدود والقصاص والعزل والولاية، فقطع المنكر والملاهي من القيروان.

وجعل على أكتاف اليهود والنصارى رقاعا بيضاء، في كل رقعة [صورة] (٢٧) «قرد»


(١٩) في الأصل: وانصرفت.
(٢٠) في الأصل: سبقوه. وينظر المدارك ٣١٨: ٤.
(٢١) زيادة يقتضيها السياق.
(٢٢) رواية الأصل: ولكن تسمعي. ويقارن برواية المدارك.
(٢٣) في الأصل: «وهي تقول لها ... » في كلا الموضعين والمثبت من المدارك والمعالم.
(٢٤) سورة الحشر آية ٩.
(٢٥) سورة الانسان الآيات ٩ - ١١.
(٢٦) الخبر في المدارك ٣٢٣: ٤.
(٢٧) زيادة من المدارك.