للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يصافّونك (٤٠)، هم أرعب منك من أن يصافوك، وهم يهربون منك، فاجعل لهم كمينا وفرقهم في أماكن»؛ ففعل ذلك عبد الله، وغدا بنا على تعبئة و [الروم] (٤١) قد رفعوا الصّلب (٤٢)، وعليهم من السلاح ما الله أعلم به، ومعهم من الخيل ما لا يحصى، فتصاولنا (٤٣) ساعة من نهار حتى صارت الشمس قدر رمحين، وحمل عبد الله بالناس، فكانت الهزيمة عليهم، وكر الكمين (٤٤) عليهم في كل مكان، فأكثروا فيهم القتل والأسر: لقد رأيت في موضع واحد ألف أسير. فلما أصابهم الأسر والقتل طلبوا الصلح، فصالحهم عبد الله بن سعد على خرج (٤٥).

قيل: صالحهم على ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار».

قال «شباب العصفري» (٤٦) في تاريخه (٤٧): غزا عبد الله بن سعد إفريقية مع جماعة من الصحابة، فلقي جرجير في «سبيطلة»، وهي مدينة مسورة/على سبعين


(٤٠) في الأصل: لا يصافوك والاصلاح من المعالم، وفي المعجم الوسيط‍ (صفف)، صاف الجيش عدوه: قاتله صفوفا.
(٤١) زيادة من المعالم.
(٤٢) كذا في الأصل، وهو جمع صليب (المعجم الوسيط‍: صلب).
(٤٣) في الأصل: فتساولنا. والاصلاح من المعالم.
(٤٤) في الأصل: المسلمون، والمثبت من المعالم. وقد تقدم في أول النص أن القبطي نصح ابن أبي سرح بأن يجعل لهم كمينا يفرقه في أماكن.
(٤٥) في المعالم: الخراج وهما بمعنى واحد. في المصباح (خرج) الخراج والخرج: ما يحصل من غلة الأرض ولذلك أطلق على الجزية.
(٤٦) في الأصل والمطبوعة بدون إعجام. ولاحظ‍ الناشر السابق أنه لم يرد ذكر هذا المؤرخ إلاّ عند المالكي. وشباب العصفري: لقب خليفة بن خياط‍، محدث صدوق، كان إخباريا علاّمة توفي سنة ٢٤٠، تقريب التهذيب ٢٢٧: ١.تبصير المنتبه ٧٦٧: ٢.له تاريخ مشهور عثر عليه أخيرا ونشر نشرتين الأولى في النجف سنة ١٩٦٧/ ١٣٨٦ بتحقيق أكرم ضياء العمري وتقع في جزءين أرقامهما متالية والثانية في دمشق (وزارة الثقافة) ١٩٦٨/ ١٩٦٧ بتحقيق سهيل زكار وتقع أيضا في جزءين. وقد اعتمدنا في إحالتنا على طبعه النجف بتحقيق الاستاذ العمري وذلك لتوفرها في السوق التونسية.
(٤٧) تاريخ خليفة بن خياط‍ ١٣٤: ١ - ١٣٥ ويبدو أن المالكي اختصر نص خليفة.