للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقدمنا مصر، فخرج عبد الله بن سعد، وهو أميرنا، بمن كان معه في مصر ومن قدم إليه من المدينة، فكانوا عشرين ألفا، يريد إلى «البطريق جر جير» بإفريقية، [و] كان قد غلب على المغرب. فلما فصلنا من مصر تقدمت [الطلائع] (٣١) فوصلت «أطرابلس» (٣٢)، وإذا ثمّ مراكب (٣٣) قد أرست، فشدوا عليهم، فأقاموا ساعة ثم استأسروا، فكتفوا، وهم مائة، حتى لحق بنا (٣٤) ابن أبي سرح فقتلهم، وتحصن أهل أطرابلس، ولم يعرضوا لنا، ولم نهجهم، وأخذنا ما في السفن، فكانت هذه أول غنيمة أصيبت».

«ثم تمادينا إلى إفريقية، ونحرنا الإبل وذبحنا البقر، وأخذنا العلف والسّبد (٣٥) [وبثثنا السرايا] (٣٦) تضرب (٣٧) في كل جهة، وأقمنا أياما تجري بيننا وبين «جرجير» ملكهم الرسل، ندعوه إلى الإسلام، فكلما دعوناه إلى الإسلام، نخر، ثم استطال وقال:

«لا أفعل هذا أبدا! » فقلنا له: «فتخرج الجزية (٣٨) في كل عام» فقال: «لو سألتموني درهما لم أفعل! » فتهيأ الناس للقتال، وعبأ الناس عبد الله بن سعد ميمنة وميسرة [وقلبا] (٣٩)، وسار بأصحابه، فقال له رجل من القبط‍ ممن كان معه: «إن القوم لا


(٣١) زيادة يقتضيها السياق. وقد وضع ناشر الطبعة السابقة في مكانها «سرية» وما أثبتناه استندنا فيه إلى نص أبي العرب: «فلما فصل عبد الله من مصر كان يقدم الطلائع أمامه» ومثله نص نهاية الأرب ومعالم الايمان وصلة السمط‍.
(٣٢) في الأصل: طرابلس. والمثبت من صلة السمط‍.وكذا كانت تكتب في الكتب العربية القديمة ينظر: فتوح مصر ص ١٧٣، ١٧٢، ١٧١، المقدسي وصف المغرب ص ١٢.
(٣٣) في الأصل: مركب، والمثبت من صلة السمط‍ ونهاية الأرب ومعالم الايمان.
(٣٤) في الأصل: لحقهم، والمثبت من نهاية الأرب، وفي المعالم: لحقتا.
(٣٥) في الأصل: بدون إعجام. وضبطها ناشر الطبعة السابقة بدون أن يشرح معناها. وفي اللسان (سبد) السبد: الوبر، وقيل: الشعر، وفي المثل: ما له سبد ولا لبد أي ما له وبر ولا صوف. يكنّى بهما عن الإبل والغنم وقيل: عن المعز والضان، وبهذا سمي المال سبدا.
(٣٦) زيادة يقتضيها السياق، وقد وضع ناشر الطبعة السابقة مكانها: «وجعلنا» وما أثبتناه استندنا فيه إلى نص نهاية الأرب: «فسار (عبد الله بن سعد) وبث السرايا في كل وجه».وتراجع نصوص: صلة السمط‍ ومعالم الايمان والبيان المغرب، فهي قريبة من نص نهاية الأرب.
(٣٧) في المطبوعة السابقة: نضرب.
(٣٨) في المعالم: تخرج خراجا، وفي نهاية الأرب: فخراج تخرجه، ولفظ‍ الرياض أدق.
(٣٩) زيادة من المعالم ونهاية الأرب.