للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هذا (٣٨) الجنان مع ابن طالب في مثل هذا الحين، فناولته من بعض ثمره، فقال لي: «أيها الأمير، يجب لله عليك شكران أن بلغك غرسه (٣٩)، ثم أكلت ثمرته» فقلت له: «وما هذا الشكر؟ » قال: «أن تصلّي ركعتين» قال: «فأمرت بحصيرين، فبسط‍ لي واحد وله آخر (٤٠)، فصلينا ركعتين»، ثم قال لي: «وبقي آخر» (٤١) فقلت: «وما هو؟ » قال:

«تبعث بصدقة إلى أهل «الدمنة» فإنهم أهل زمانة وضعف»، قال: «ففعلت»، قال: وبقي [آخر] (٤٢) قلت: «وما هو؟ » قال: «تعزل من عمالك من كان جائرا وتجعل [مكانه] (٤٢) من يعدل في الرعية» قال: «فأمرت بذلك».قال الأمير إبراهيم:

«فدخلت مع غيره، فلما ناولته من ثمره قال: «الأمير يحب قاضيه والرعية تمتهنه» فجعلني ضربت وقتلت.

[قال عبد الله] (٤٣) فكم بين الرجلين! ».

وله فصل من رسالة كتب بها إلى محمد بن قمود (٤٤) قاضي طرابلس (٤٥): « .... فلا تبق غاية من الخير إلاّ بلغتها واتقيت الله فيما استرعيت بحسن الكفاية والاجتهاد. وما بلغني إلا الجميل، فقد ربيتك وعلمتك وعرفتك العلم، فلو لم تحفظ‍ إلاّ إياي [ ...... ] (٤٦) فكيف وقد عرفت ما عند الله عزّ وجل لمن سأل عنه؟ ألا تراه، عز


(٣٨) في الأصل: هذه. والمثبت من (م). وهو يوافق ما جرى عليه المؤلف من استخدام التذكير في بقية النصّ.
(٣٩) في الأصل: أن بلغك إلى غرسته. والمثبت من (م).
(٤٠) في الأصل: فبسط‍ لي واحدة وله أخرى. فقومنا النصّ وأجريناه على نسق واحد.
(٤١) في الأصل: وبقي أخرى.
(٤٢) زيادة يقتضيها السياق.
(٤٣) ورد هنا في الأصل حرف «ع» وقد رجحنا أنه يرمز إلى الحرف الأول من اسم المؤلف «عبد الله» مما يفهم منه ان الكلام الموالي تعليق للمؤلف على الخبر.
(٤٤) في الأصل بدون إعجام. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: حمود. وهو محمد بن قمود القابسي. قال عياض. ولي قضاء بلده قابس. وكان ابن طالب يخاطبه بها. ثم أورد نموذجا منها. المدارك ٤: ٤٠٦.
(٤٥) كذا في الأصل: ولعلّ صوابها: قاضي قابس: لأن قاضي طرابلس على عهد ابن طالب يدعى خلف-أو خالد-بن يزيد. وقد أشار عياض إلى احدى مراسلات ابن طالب له. المدارك ٤: ٣٢٤ (ترجمة ابن طالب).
(٤٦) قال الناشر السابق: لم يترك الناسخ هنا بياضا. ولكن سياق الكلام يفيد انه أسقط‍ جواب الشرط‍.