للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما كان أشجعه، ما كان أورعه ... ما كان أفصحه في محفل الكلم

ما كان أرغبه في سنّة درست ... يشيدها ببناء الحاذق الفهم

ما كان أفقهه (٩٩)، ما كان أعلمه ... ما كان أحماه عند الخوف للحرم (١٠٠)

ما كان أطهر تلك النفس من ريب ... ما كان أكتب تلك الكف بالقلم

سقاك يا قبر يحيى عارض لجب ... سمح الرذاذ كريم الوبل والديم

مبارك الظّل يكسو الأرض أردية ... كالوشى يلقى على القيعان والأكم

يا رب! صاحب هذا القبر خادم‍ ... ك المعروف بالنصح والإحسان في الخدم

أتاك ضيفا فلا تجعل قراه سو ... ى الرضوان، إنك ذو فضل وذو كرم

وارحمه ربّ ووسّع ضيق حفرته ... فإنه طالما ناجاك في الظلم (١٠١)

ولا تؤانسه في استيحاشه بسوى ... حور القصور (١٠٢) بدار الخلد في الخيم

واعصمه من فتنة في القبر يعلمها ... يا رب، إنك ملجا كل معتصم

قرّبه من عرشك العالي، فمذهبه (١٠٣)، ... يا رب، أنك فوق العرش من قدم

واجعله (١٠٤) ينظر إلى ما كان يوقنه ... من نور وجهك يا ذا العز والعظم

احفظه، أكرمه، ألحقه بهمته ... أقرر له عينه، أغدقه بالنعم

كم داوم الصمت إخباتا (١٠٥) وحسن تقى ... فإن تكلم أبدى لفظ‍ محتشم

ما داوم الصمت إلا خوف مقتك يا ... جبار، ما ذاك من عيّ ولا بكم (١٠٦)

واحفظه (١٠٧) للعلم وانفعني به وإذا ... جزت الصراط‍ فثبت فوقه قدمي (١٠٨)


(٩٩) هذه رواية المدارك. وفي المعالم: أفهمه.
(١٠٠) هذه رواية المدارك والمعالم. وجاءت رواية البيت في الأصل:
ما كان اعلمه، ما كان احياه ما كان اصونه في الخوف للحرم
(١٠١) هذه رواية المعالم. وجاءت رواية البيت في الأصل.
وارحمه يا رب ووسع ضيق حفرته فانه طال ما جال في الظلم
(١٠٢) في الأصل: قصر.
(١٠٣) كذا في الأصل. وقرأها ناشر الطبعة السابقة: لمذهبه. والبيت يشير الى عقيدة السلف المثبتة للعرش والكرسي بينما ينفيها المعتزلة ومن قال بقولهم.
(١٠٤) قرأها ناشر الطبعة السابقة: واحظه. والبيت يشير الى عقيدة السلف في رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة، بينما ينفي ذلك المعتزلة.
(١٠٥) في الأصل والمطبوعة: أحيانا. والتقى المذكور بعد يقابله الاخبات. وهو الخشوع (القاموس: خبت).
(١٠٦) في الأصل: ولا من بكم. ولا يستقيم بها الوزن.
(١٠٧) كذا في الأصل: ولعل صوابها: واحفظني: لأن الشاعر يبتهل ويطلب لنفسه.
(١٠٨) في الأصل: قدم.