للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنّى يجيب إلى جنب (٩١) الكرى رجل ... قد أفردته المنايا من ذوي الرحم

عجبت أن لم أمت حزنا وقد دفنت ... كفّاي في الترب أتقى العرب والعجم

يا موت أثكلتنا يحيى وكان [لنا] (٩٢) ... في بلدة الغرب مثل البدر في الظلم

ينجاب عنا به غيم الخنا ومتى ... نقس به الناس فضلا كان كالعلم

ما كان إلاّ سراجا يستضاء به ... في العلم يسمع منه العلم في الحلم

وكان يحيى-إذا خفنا-لنا حرما ... نلجا إليه، فقد صرنا بلا حرم

وكان يحيى لنا سيفا يعز به ال‍ ... دين الحنيف ويحمى كل مهتضم

وكان يحيى لنا في كل حادثة ... في الدين كالليث يحمي ساحة الأجم

وكان يحيى لنا في الزائغين إذا ... ضلوا (٩٣) لسانا يبين الحق عن أمم

وكان يحيى لنا حرزا، وكان لنا ... كنزا، وكان لنا كالغيث في الأزم (٩٤)

لتبك يحيى عيون بالدموع فإن ... غاضت مدامعها فلتبكه بدم

أبكي من العلم والتقوى به اجتمعا ... ومن مضى وهو أوفى الناس بالذمم

أبكي من الحلم ثوب كان يلبسه ... أبكى على طاهر الأخلاق والشيم

أبكي فتى الدهر، أبكى شيخ كلّ حجى ... أبكى أخا الفضل، أبكى معدن الكرم

من كان [من] (٩٥) بعد سحنون لنا خلفا ... من كان في الحق مثل الصارم الخذم (٩٦)

من كان يقفو من الأخيار أثرهم ... من كان في الدين يروي غير متهم (٩٧)

من كان ذا ورع، من كان ذا أدب ... من كان ذا فطن، من كان ذا فهم

بل ما ابتغى العلم إلا من معادنه ... يلقى الثقات وينأى عن ذوي التهم

كم من فتاة رآها في حداثته ... لم يلتفت نحوها خوفا من النقم

فغض طرفا عفيفا عند رؤيتها ... مخافة من عقاب (٩٨) الله والنقم

سجية ركبت فيه ومعرفة ... بالله لا كامرئ في الغيّ مقتحم


(٩١) في الأصل: حب. وعوضها ناشر الطبعة السابقة بكلمة: داعي. ولعل ما في الأصل مصحف عما أثبتنا.
(٩٢) زيادة من المدارك.
(٩٣) كذا في المدارك أيضا. وفي المعالم: صالوا.
(٩٤) ازم العام: اشتد قحطه. (القاموس: أزم).
(٩٥) زيادة يقتضيها الوزن والسياق.
(٩٦) سيف خذم. قاطع (القاموس: خذم).
(٩٧) رواية هذا الشطر في الأصل: «من لم يكن في الدين يروى بمتهم» وأصلحه ناشر الطبعة السابقة هكذا: «من لم يكن في الدين يروي (قول) متهم» ويبقى وزنه مع ذلك مختلاّ. فاجتهدنا في إصلاحه وتقويمه.
(٩٨) في المطبوعة: عتاب.