للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولا يضيع أجرك» ففرح الخراساني بهذا الكلام.

حدث أبو بكر المؤدب الصقلي (٤٤)، قال: كان أبو هارون قد سكن مدة «قصر لمطة»، وكان أبي يصحبه وكنت أنا مع أبي سكانا (٤٥) في «قصر لمطة» (٤٦). قال: فقال لي (٤٧) مرارا كثيرة: «يا أبا بكر، اشتهيت «حوت قلّقط‍» (٤٨) يعمل (٤٩) في المنستير، فاشتره واعمله لي»، فكنت ألوذ وأعتذر لصعب (٥٠) المشي عليّ. إلى أن دعاني يوما ودفع إليّ قطاعا (٥١) -أراه قال نحو قيراطين-وقال لي: «قم الساعة إلى المنستير اشتر الحوت الذي قلت لك عنه»، فلم يمكني مخالفته. فمضيت إلى المنستير، فلما مشيت نصف الطريق أو أكثر إذا برجل على كتفه مشنة (٥٢) فيها حوتان من قلّقط‍، فقلت في نفسي: «لعلي أشتريهما منه ويقرب عنائي».فلما التقينا سلمت عليه وقلت له: «تبيع مني هذين الحوتين؟ » فقال: «لا»، قلت: «أنا أعطيك فيهما ثمنا كبيرا» فقال: «لو أعطيتني فيهما دينارا ما بعتهما منك، لأنهما معي رسالة»، فقلت له: «إلى من؟ » قال: «إلى أبي هارون الأندلسي في [قصر] (٥٣) لمطة» فقلت: «فأنا والله أرسلني أبو هارون إلى المنستير أشتري له حوت قلّقط‍ اشتهاه».قال: فقال لي: «إذا كان هكذا فوصّلهم (٥٤) أنت إليه وأرجع أنا من ها هنا».قال: «فدفع إليّ المشنة ورجع


(٤٤) لم نقف له على ترجمة إلا أن المؤلف سيسند عنه خبرا آخر من أخبار أبي هارون ويحلّيه بأنه من رجال يحيى بن عمر كما يستفاد منه انه خدم ابا هارون وصحبه.
(٤٥) في الأصل: سكان.
(٤٦) عن قصر لمطة. ينظر: نزهة المشتاق. ص: ١٢٦ ط‍ دوزي.
(٤٧) يقصد أبا هارون الأندلسي.
(٤٨) رسمه ناسخ الأصل: قلفط‍ -أوله قاف وثالثه فاء-ونقله دوزي في ملحق القواميس (٤٠٥: ٢) وأورد الفقرة بنصها ولم يضف لها أي تفصيل من عنده. والصواب ما أثبتاه. وهو بقافين. وما زال يعرف بهذا الاسم عند سكان المنستير الى اليوم. يراجع تصدير الكتاب.
(٤٩) لعله يقصد انه مشهور طبخه في المنستير.
(٥٠) كذا في الأصل: وهو استعمال دارج الى اليوم.
(٥١) هي النقود التي كانت مستعملة زمن الدولة الأغلبية وحاول ابراهيم الثاني استبدالها ب‍ «الدراهم الصحاح».ينظر. ملحق القواميس ٣٨٠: ٢ - ٣٨١.
(٥٢) ضبطها دوزي (ملحق القواميس ٧٨٩: ١ بكسر الميم وضمها وشرحها استنادا الى نص الرياض وغيره بأنها: سلة أو قفّة بدون عروة.
(٥٣) زيادة يقتضيها السياق.
(٥٤) هكذا في الأصل.