للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أتتك. يا أبا عقال، لا تكن آمالك كلها إلا في الله عزّ وجل فإنه يتم لك كل شيء».هذا يا أبا جعفر (٥٧) الذي [بلغك] (٥٨).

قال أبو القاسم الجوهري: حدثنا أبو على الواسطي، قال: لقيت إسحاق المقرئ بطرسوس، قال (٥٩): «لقيت أبا عقال بمسجد الخيف من «منى» وعليه خيشتان، /مؤتزرا بواحدة ومرتديا بالأخرى (٦٠)، فقلت له: «حدثني بأشد شيء مر عليك في الحجاز»، وحوله جماعة يكتبون كلامه، فقال [لي] (٦١): «كان معي سبعون صاحب ركوة، فوقع القحط‍ فماتوا وبقي ستة أثر الضرّ فيهم. وبقينا ليالي لم نطعم، فوقع في سرى أن آتي الركن فألتزمه فلعلّي أن أموت (٦٢) على ذلك. [قال] (٦١): فعانقته حبوا من الجوع. فطرأت على قلبي أبيات فرجعت إليّ نفسي، وهي (٦٣):

عقدت عليك مكمنات خواطري ... عقد الرجاء فألزمتني (٦٤) حقوقا

إن الزمان عدا عليّ فزادني ... علما بأنك سيدي تحقيقا

ما نالني ضرّ (٦٥) بوجه مساءة ... إلا وجدت (٦٦) به إليك طريقا

حسبي بأنك عالم بمصالحي ... إذ كنت مأمونا عليّ شفيقا

فامض القضاء على الرضى منّي به ... إني رأيتك في البلاء رفيقا

قال: فرجعت إليّ نفسي واستندت إلى «زمزم»، فما استويت جالسا حتى أتى


(٥٧) ينظر تعليقنا السابق رقم ٤٦.
(٥٨) جاءت العبارة في الأصلين هكذا: «هذا يا أبا جعفر الذي هو» وقد أكملنا النصّ وقومناه بما يناسب السياق. ويقارن بما جاء في أول الخبر « .. بلغني أنه يأتيك طعام ... »
(٥٩) الخبر في المعالم ٢٢٦: ٢. حيث جاء إسناده: «وحدث أبو اسحاق المغربي بطرسوس عن أبيه -وكان ممن لقي أبا عقال وصحبه-».
(٦٠) عبارة (ب): مؤتزر بواحدة مرتدي بالأخرى. وفي (ق): مؤتزر بواحدة مرتديا بالأخرى. وجاءت العبارة في المعالم: متوزرا باحداهما متشحا بالأخرى.
(٦١) زيادة من (ب).
(٦٢) عبارة (ق): فالتزمته لعلي أموت.
(٦٣) وردت الأبيات في المعالم ٢٢٧: ٢ عدا البيت الأخير.
(٦٤) كذا في (ب). وفي (ق): فألزمتن. وفي نسخة من النسخ التي اعتمدها ناسخ (ب): فألزمتك. وهي رواية المعالم أيضا.
(٦٥) في المعالم: يوم.
(٦٦) في (ق): عمرت. وفي المعالم: عبرت.