للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ذكر الشيخ أبو الحسن بن القابسي: أنه إنما كان عيشه من كد امرأته كانت تشتري الكتان فتغزله وتنسج منه أبدانا فتبيعها فما كان فيها من فضل تقوّتا به واشتريا برأس المال كتانا، فمن هذا كان عيشهما.

قال الشيخ أبو الحسن فأخبرني من أثق به قال: وجه إليّ يوما ابن هذيل ودفع إليّ بدنا من تلك الأبدان وقال: عسى يمكنك أن تبيع لنا هذا البدن وتأتينا بالثمن (قال) (٣٦): فمضيت به وعرضته فسوى ثمنا دونا ليس بالكثير فإذا برجل صنهاجي فقال (لي) (٣٦): تبيع (لي) (٣٦) هذا البدن؟ فقلت: نعم فقال:

كم ثمنه؟ فقلت له: كذا وكذا-وزدت عليه في ثمنه-فقال لي: قبلت.

فبعته منه بذلك وأخذت الثمن فجعلته (٣٧) في صرة وأتيت إليه فدفعتها إليه فقال لي: ضعها في الثابوت ففعلت ذلك ومضيت، فلما كان بعد مدة كثيرة دخلت إليه على سبيل الزيارة فقال لي: كنت دفعت إليك بدنا فماذا صنعت في أمره؟ فقلت له: قد بعته لك-أصلحك الله-وأتيتك بالثمن. فقال لي: ما وصل إليّ شيء. فقلت له: بلى قد أتيتك بالثمن وأمرتني أن أضعه في الثابوت. فقال لي: ما أعلم شيئا من هذا. فقمت مبادرا إلى الثابوت فإذا بالصرة في الثابوت على حالها قد عشش عليها العنكبوت (فعجبت وقلت في نفسي: الله عزّ وجلّ حماه منها فأتيت بها إليه وقلت له: هذه هي-أصلحك الله-وجدتها في الثابوت فأخذها) (٣٨) ثم قال لي سألتك (٣٩) بالله: أخبرني (٤٠) ما قصة هذه الدراهم فإنه ما طاب على قلبي أخذها. فقلت له: والله (أصلحك الله) (٤١) لأصدقنّك، وأخبرته (٤٢) بالقصة كما جرت. فقال لي: أو يحل (٤٣) لك أن تطعم أخاك المسلم الحرام/فقلت له: فإني تائب-أصلحك الله-إني لا أعود إلى شيء من هذا


(٣٦) سقطت من (ب)
(٣٧) في (ب)، (م): وجعلته
(٣٨) ما بين القوسين ساقط‍ من (ب).
(٣٩) في (ب): فقال: سألتك
(٤٠) في (ب): الا أخبرتني
(٤١) سقط‍ من (ب)
(٤٢) في (ق)، (م): فأخبرته
(٤٣) في (ق)، (م): ويحل، وفي المعالم: ويحك يحل