كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

وفي سنة تسع وسبعين ومائتين - ١٧٥ - أبو جعفر محمد بن خيرون (¬*) - ج: 2 - ص: 55

قيل (٢١) انه (٢٢) لما ضربه ألف سوط‍ وعذبه قال له (٢٣): هات الأموال التي جمعت فقال: والله لو أن تحت قدمي جبا مملوءا بمال الدنيا كلها ما أخرجت لكم منه (٢٤) درهما واحدا واني قد عصيت الله عزّ وجلّ فيكم فسلطكم عليّ، فاضرب ما شئت وعذب كيف شئت.

وكان (٢٥) محمد بن عمر المروذي هذا معتقدا لمذهب الشيعة معروفا بذلك (٢٦) فلمّا دخل الشيعي-لعنة الله عليه-بادر إليه ودخل في دعوته ولزمه فولاه (٢٧) قضاء إفريقية، فتصلب وتكبر وكانت أيامه صعبة جدا وأخاف أهل السنّة. ثم خرج الشيعي إلى سجلماسة في طلب عبيد [الله] (٢٨) اللعين فاستخلف في مكانه أبا العباس فأطلق يد (٢٩) المروذي وقوى أمره، فأخذ أبا العباس بن بطريقة (٣٠) قاضي طرابلس وكان من الفقهاء العلماء وأبا القاسم الطرزي (٣١) قاضي صقلية والمحتسب بمدينة القيروان قبل القضاء فضربهما وهون بهما. وقتل ابن هذيل وابراهيم بن البرذون وأول ما ولي زاد في الأذان «حي على خير العمل» وترك

---

(٢١) الخبر في المعالم ٢٩١: ٢.
(٢٢) في (ق)، (ب): قيل له، والمثبت من (م) والمعالم.
(٢٣) في الأصول: قيل له، والمثبت من المعالم.
(٢٤) في (ب): اليكم منها.
(٢٥) نقل ابن ناجي في المعالم ٢٩١: ٢ - ٢٩٢ هذا التعريف بالمروزي عن المالكي حرفيا.
(٢٦) أشار إلى هذا القاضي النعمان في افتتاح الدعوة ٢١٥.
(٢٧) في (ق): وولا، وفي (م) والمعالم: وولاه.
(٢٨) زيادة من (ب)، (م).
(٢٩) في (ق): يدي، والمثبت من (ب)، (م) والمعالم
(٣٠) هو أبو العباس اسحاق بن ابراهيم الازدي يعرف بابن بطريقة الصائغ، فقيه مالكي من كبار أصحاب محمد بن سحنون معدود من أهل الحفظ‍ والفهم. توفي سنة ٣٠٣ هـ‍، طبقات الخشني ٦٢، المدارك ١٠١: ٥ - ١٠٢، معالم الايمان ٣٣٠: ٢ - ٣٣٣.
(٣١) هو أبو القاسم محمد بن محمد بن خالد القيسي المعروف بالطرزي، نسبة إلى طرزة: بلدة بافريقية، فقيه مالكي من أصحاب ابن سحنون توفي سنة ٣١٧، طبقات الخشني ١٦٤ - ٢٣٠، ١٦٥، المدارك ١٠٣: ٥ - ١٠٥ المعالم ٧: ٣ - ٩، البيان المغرب ١ (وفيات ٣١٧).