للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ولا هاتف بالليل بين حمائم ... هواجع محزون يحنّ ويسجع

فريد وحيد بان عنه قرينه ... فيبكي ويحكي (٦٥٩) قسّ دير يرجّع (٦٦٠)

بأوجع من قلب قريح يبثه ... غداة نعى عثمان (٦٦١) ناع مروّع

نعى من شجا قلبي وكنت محاذرا ... عليه من الأقدار ما ليس يدفع

يرق لهذا القلب من طول بثه ... دموع كتبديد الجمان تدفع

وشرد نوم العين فيض دموعها ... وأنّى لعين بعد عثمان (٦٦٢) تهجع (٦٦٣)

لقد كنت جلدا في النوائب صابرا ... على حادث الأيام ما تتضعضع (٦٦٤)

فبان العزا والصبر يوم فراقه ... ومن فارق الأحباب يأسى ويجزع


(٦٥٩) في (ب): يبكي فيحكي
(٦٦٠) ورد هذا الشطر في شعراء افريقيون: «فيبكي ويحكي حسرة ويرجع» ولا ندري من أين جاء بهذه الرواية مع أنه لا يعتمد غير مخطوطتي، الجزء الثاني من رياض النفوس.
(٦٦١) في (ب): ابا عثمان. ولا يستقيم الوزن، ومن الواضح أن الشاعر حذف أداة الكنية «ابو» للضرورة الشعرية كما حذفها من البيتين ١١ و ١٦.
ولا ندري مبعث التساؤل الذي أبداه الاستاذ اليعلاوي في تعليقه رقم ١ حول حذف هذه الأداة من كنية «أبي عثمان» فافترض وجود خلاف بين اسم المرثي في هذه القصيدة وهو «عثمان» وبين الشخص المذكور في القصيدة الرائية الآتية بعدها وهو «سعيد» ونحن لا نرى موجبا لهذا الافتراض، إذ الضرورة الشعرية هي التي فرضت على الشاعر هذا الحذف وقد عقد القزّاز القيرواني في كتابه «ما يجوز للشاعر في الضرورة» ص: ١٦٥ - ١٦٦ فصلين للضرورات المشابهة لهذه الضرورة عنون الأول ب‍: «الاتيان بالاسم وهو يريد غيره، وروى له شاهدا قول الشاعر:
صبحن من كاظمة الخصّ الخرب يحملن عباس بن عبد المطلب يريد عبد الله بن عباس، فذكر أباه مكانه اضطرارا.
وعنون الثاني ب‍: «تغيير الاسماء» وروى له شاهدا قول الحطيئة:
فيه الجياد وفيه كل سابقة جذلاء محكمة من صنع سلاّم يريد: سليمان، وهو يريد بذكر سليمان أباه «داود» لأنه أوّل من عمل الدّروع.
وانظر الرسالة العذراء ص: ١٩، العقد الفريد ١٨٥: ٤ - ١٨٦.
(٦٦٢) في (ب): سعيد، ولا يستقيم به الوزن، انظر التعليق السابق.
(٦٦٣) في «شعراء افريقيون»: مهجع
(٦٦٤) كذا في الأصلين، والأصوب، أتضعضع، بضمير المتكلم كما تدلّ عليه الأبيات التي تليه.