كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ثم كانت/سنة تسع وثلاثمائة - ١٩٥ - أبو الغصن نفيس السوسي (¬*) -رضي الله عنه - ج: 2 - ص: 164

رجع الشاب فلم يدع في بيته مسكرا ولا أداة (٢٨) ولا ملاهي إلاّ اهرق (٢٩) وكسر ثم عاود العمل الصالح ونزع عمّا كان عليه ونفعه الله تعالى بتلطف أبي الغصن ورفقه به (٣٠).

ومن بعض ما يتصل بنا عنه (٣١) من الإسناد أنه قال: حدثنا محمد ابن رزين (٣٢) عن نعيم بن حماد (٣٣) عن عبد الله بن المبارك (٣٤) حدثنا معمر (٣٥) عن أبي إسحاق (٣٦) عن الأغرّ (٣٧) عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال (٣٨): «ما اجتمع قوم يذكرون الله عزّ وجلّ إلاّ حفّتهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة/وتغشتهم (٣٩) الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده».

---

(٢٨) في (ب): ولا أداة لها.
(٢٩) في (ق): الا اهراق
(٣٠) في (ب): وبرفقه
(٣١) في (ب): ما ينقل عنه
(٣٢) تقدم التعريف بمحمد بن رزين السوسي.
(٣٣) نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي أبو عبد الله، محدث مشهور مروزي الأصل وعاش في مصر، توفي سنة ٢٢٨ بسجن سامراء. طبقات ابن سعد ٥١٩: ٧، تاريخ بغداد ١٣: ٣٠٦ - ٣١٤، تهذيب التهذيب ٤٥٨: ١٠ - ٤٦٣.
(٣٤) عبد الله بن المبارك الحنظلي التميمي، أبو عبد الرحمن. من جلّة أئمّة الحديث وأقطاب الزهد والورع، له مؤلفات كثيرة في شتى فروع الثقافة الاسلامية، ولد سنة ١١٨ وتوفي سنة ١٨١ منصرفه من الغزو. تاريخ بغداد ١٥٢: ١ - ١٦٩. ترتيب المدارك ٣٠: ٣. تهذيب التهذيب ٣٨٢: ٥ - ٣٨٧.
(٣٥) معمر بن راشد أبو عروة مولى الأزد محدث كبير من أقدم المصنفين في الحديث، نشأ في البصرة ثم انتقل إلى اليمن وبه توفي سنة ١٥٣. طبقات ابن سعد ٥٤٦: ٥، تهذيب التهذيب ٢٤٣: ١٠ - ٢٤٦، تاريخ التراث العربي ٢٣٠: ١ - ٢٥٦.
(٣٦) هو عمرو بن عبد الله أبو اسحاق السّبيعي، تابعي، كوفي ومحدث ثقة روى عن جماعة من الصحابة والتابعين توفي بين سنة ١٢٦ وسنة ١٢٩. تهذيب التهذيب ٦٣: ٨ - ٦٦.
(٣٧) هو الأغرّ أبو مسلم المديني نزيل الكوفة تابعي ثقة خرج له الأربعة ومسلم. معدود في الطبقة الثالثة ممّن عاش بعد المائة الاولى. تهذيب التهذيب ٣٦٥: ١ - ٣٦٦.
(٣٨) الحديث رواه مسلم في صحيحه رقم ٢٧٠٠ باسناده إلى شعبه قال: سمعت أبا اسحاق يحدث عن الاغر أبي مسلم أنه قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يقعد قوم ... إلى آخر الحديث».
(٣٩) رواية صحيح مسلم: «وغشيتهم الرحمة».وفي (ق): وتغشاهم الملائكة.