للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر (٢٦) عبد الله بن هاشم قال: حدثني أبو بكر بن شراحيل قال: خرجنا مرة مع السدري للدور فمررنا على موضع من (٢٧) الجزيرة، فنزل (٢٨) إلينا أهله وسألونا أن نتغدّى عندهم (٢٩) فأجبناهم إلى ذلك فما كان بأوشك شيء أن جاءونا (٣٠) بكنافة (٣١) فمددنا أيدينا لنأكل ومدّ السدري يده معنا ثم قبضها قبل أن يمسها وقال: كلوا رحمكم الله تعالى، فقلنا (٣٢) له: -أصلحك الله-وكل أنت معنا، فقال كلوا كما أقول لكم فلست آكل (٣٣) شيئا منها. قلنا: ولم؟ قال غلبت علي شهوة نفسي فمددت يدي ولم أذكر ربي. قال/: فأكلنا ولم يأكل معنا منها شيئا.

حدث (٣٤) أبو محمد منّ الله الفقيه (٣٥) قال: كان عندنا بباجة (٣٦) أبو الحسن


(٢٦) الخبر في المعالم ٣٥٥: ٢.
(٢٧) في (ب): في
(٢٨) في (ق)، (م): فوزلوا
(٢٩) في (ق): عنهم
(٣٠) في (ق): جاءوا
(٣١) الكنافة-بضم الكاف-نوع من الحلوى (المعجم الوسيط‍)
(٣٢) في (ق): فقلت
(٣٣) في (ق): ياكل
(٣٤) الخبر انفرد به المالكي
(٣٥) هو أبو محمد منّ الله بن علي الكراني الباجي، فقيه مالكي، ترجم له عياض في المدارك ٧١٩: ٤ ترجمة موجزة، واسند عنه أبو طاهر الفارسي حفيد محرز بن خلف ومؤلف مناقبه طائفة من أخبار جده وأحواله (المناقب ص: ١٠٥، ١٠٤، ١٠٣، ٩٧، ٩٦، ٩١، ١١٢، ١١١، ١٠٧، ١٠٦). ويستفاد منها أن أصله من باجة القمح وأنه عاصر الشيخ محرز وجالسه ثم عاصر حفيده أبا طاهر الفارسي مؤلف المناقب الذي كان حيا في حدود ٤٤٠.انظر مقدمة هـ‍ -ر. ادريس للمناقب ص: ٣٠.
ونعتقد أن هـ‍.ر. ادريس لم يحالفه التوفيق حين فرّق بين هذا العلم المذكور في سند المالكي وبين العلم الذي يروي عنه أبو طاهر الفارسي، وحجته في ذلك أن الفقيه المذكور في سند المالكي معاصر السدري المتوفى سنة ٣٠٩ مع أن الخبر لا يفيد معاصرة أبي محمد منّ الله الفقيه للسدري بل أن دوره في هذا لا يعدو أكثر من راوية لحكاية لا صلة له بها.
(٣٦) في التعليق السابق بينا أن أبا محمد منّ الله الفقيه المذكور في سند المالكي هو نفسه أبو محمد منّ الله بن علي الباجي الكراني أو الكراتي المذكور في مناقب محرز بن خلف وأن أصله من باجة القمح، وبناء على ذلك فإن باجة المذكورة في نص المالكي هي أيضا «باجة القمح» لا «باجة الزيت» المذكورة في معجم البلدان ٢٧: ٢ كما ذهب إلى ذلك هـ‍.ر. ادريس متبعا في ذلك إشارة شيخنا المرحوم ح. ح. عبد الوهاب (الورقات ٤٢٩: ٣ - ٤٣٠).