للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

علي ابن أبي سعيد [الفقيه] (٣٧) المتعبد-وكان شيخا جليلا، سمحا كل ما يملك للفقراء-وكانت (٣٨) له أخبار معهم منها: أنه كان لا يشتهي الزبد ولا يميل إليه، فخطر في قلبه مرة فجعل من عمله له على حسب ما أراده، فلمّا قرب إليه عاوده طبعه في كراهيته فقال لنفسه: كنت لا تشتهينه (٣٩) ثم اشتهيته فمكّنت منه ثم عدت إلى النّزوع عنه، فهو كذلك حتى قرع عليه بابه فإذا بأبي عبد الله السدري الشهيد الذي رفعه عبيد الله (٤٠) إلى المهدية (فقتله) (٤١)، فأدخله وقدّم إليه الطعام فلمّا رآه السدري بكى فقال له (٤٢): ما لك؟ فقال له: لمّا وصلت إلى وادي باجة (٤٣) اشتهيت هذا الطعام فدعوت الله عزّ وجلّ فيه، فهلا كان دعائي وسؤالي (في) (٤٤) الجنة والله لا أكلت زبدا حتى ألقى الله عزّ وجلّ.

وأكل مرة مع قوم طعاما فلمّا (أكل) (٤٤) لقمة أو لقمتين أقبل وهو يقول:

حضر الطعام وغاب ذكر الله تعالى ولم يأكل بعد لقمة (٤٥).

وأمّا (٤٦) سبب قتل السدري وجهاده لبني عبيد الله-لعنة الله عليهم-وما جرى عليه في ذلك وما رؤي له بعد قتله من البراهين والكرامات. وذلك أن أبا عبد الله (٤٧) السدري كان (٤٨) من أولياء الله عزّ وجلّ، وكان قد بايع على جهاد


(٣٧) زيادة من (ب)،
(٣٨) في (ب): وكان
(٣٩) في الأصلين: تشتهيه
(٤٠) في (ب): أبي عبد الله
(٤١) سقطت من (ب)
(٤٢) في (ب): فقال له السدري.
(٤٣) يقول البكري عن مدينة باجة: «ولها نهر من جهة الشرق جار من الجوف إلى القبلة على ثلاثة أميال منها» وصف افريقية ص: ٥٦.
(٤٤) سقطت من (ب)،
(٤٥) تقدم خبر يشبه هذا
(٤٦) بعد ذكر حوادث سنة ٣١١ وتعريف المؤلف بشخصين من وفياتها وهما: محمد بن قطانية ومحمد بن بدر الجذامي، استطرد المؤلف بدون داع لذلك في خاتمة ترجمة هذا الأخير وعاد إلى الحديث عن أخبار السدري بقوله: «واما سبب قتل السدري المذكور قبل الحديث برجلين ... » [في (ق): رحلين بدون اعجام وفي (ب): فرحلته].
(٤٧) في (ب): أبو عبد الله.
(٤٨) عبارة (ب): وذلك أنه كان السدري أبو عبد الله.