للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن نصر السوسي] (٢٠٤) بمجلس قضائه في جامع مدينة سوسة-عمرها الله-إذ دخل عليه أبو جعفر القمودي وقد ارتدى برداء صوف فسلم عليه فأدناه وقرّب مجسله وأقبل عليه [يحدثه] (٢٠٤) ثم سأله أبو جعفر في رجل سجنه الحسن وقال له:

إن له والدة قد أكثرت من البكاء عليه، وشفع له عنده (٢٠٥)، فقال له الحسن:

سجنته في حق لغيري وليس [هو] (٢٠٦) لي وامتنع من تخليته فانصرف أبو جعفر وقد وجد في نفسه، فلما حاذى الماجل (٢٠٧) عاتب نفسه ووبّخها بأن قال لها: بأي شيء تجدين على الحسن وهو أعلم منك وأفضل، وقد قضى بالحق، ثم تحرّج من موجدته وعاد وما استطاع المضي حتى رجع إليه مبادرا من عند الماجل فعرّفه (٢٠٨) بما حدثته نفسه، ثم قال له: نعم ما فعلت إذ لم تتركه، جازاك (الله) (٢٠٩) خيرا عن نفسك وعني، ففعلك هو الحق والصواب ولكن مخالفة النفوس فيها مشقة.

ثم تزايد (٢١٠) حاله إلى أن بلغ الغاية من الكدّ والاجتهاد في العبادة، ولمّا مات رحمه الله تعالى وجد الناس جسمه قد اخضرّ مما نهكته (٢١١) العبادة.

ونفر الناس إليه من القيروان (لمّا بلغهم موته) (٢١٢) من صلاة الظهر إلى العشاء الآخرة فأتوا باب سوسة سحرا، فقال البوابون: لم يمت، فانتظر الناس إلى طلوع الشمس، فمات رحمه الله تعالى.

وقدم سعدون الخولاني مع أهل القصور في عدد عظيم وقد أشرق بنور الله عزّ وجلّ الفحص من نور وجوههم من قيام الليل وصيام النّهار، فدخل عليه سعدون الخولاني، وأبو جعفر مسجّى، وأبو عبد الله الحذّاء (٢١٣) يقرأ عند رأسه:


(٢٠٤) زيادة من (ب)
(٢٠٥) في (ب): عند الحسن
(٢٠٦) زيادة من (ب)
(٢٠٧) في (ب): بلغ الماجل
(٢٠٨) في (ب): يعرفه
(٢٠٩) سقطت من (ب)
(٢١٠) في الأصلين: تريد. ولعل الصواب ما أثبتناه
(٢١١) في (ب): قد نهكته. وفي (ق): مما نهكه. بدون إعجام.
(٢١٢) ما بين القوسين ساقط‍ من (ب)
(٢١٣) في الأصلين: الحدا. بدون اعجام.