للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ (٢١٤) فصاح الخولاني وبكى وقال: يا أحمد أنت والله من الطيّبين، ثم قال لهم: رأيت البارحة قصورا في طرف المقابر مملوءة بالجوهر والياقوت وفيها جوار ما رأيت مثلهن ورأيت قبابا وأبوابا قد فتحت في السماء ونورا عظيما، فقلت: لمن هذا؟ فقالت (جارية منهن) (٢١٥): هذا للعروس (٢١٦) الذي يخرج غدا من سوسة، فغسّل ثم قام الناس يودّعونه وصلّوا عليه.

ورئي أبو جعفر الأربسي في المنام فقيل له: كيف حالك؟ فأخبر بخير فقيل له: فأبو جعفر القمودي صاحبك؟ فقال: ذاك ما أقام في قبره غير ليلة (واحدة) (٢١٧) ثم رفع فما جاز بنا إلاّ كالبرق-رحمه الله تعالى-.

ويذكر عن محمد بن يحيى الصيقل-وكان رجلا صالحا-انه قال: كانت عندي زوجة، فخاصمتني (٢١٨) مخاصمة شديدة وسفهت (عليّ حتى أشرفت) (٢١٩) على طلاقها، فتذكّرت أنّ لي منها نشبا (٢٢٠)، فأمسكت عن ذلك، فخرجت عنها يوما وأنا مغضب شديد الهمّ، فأتيت مسجد دمنة سوسة، فركعت فيه ركعات/ثم حدثتني نفسي أن أمضي إلى «قبور الشهداء» (٢٢١) الذين عند «قبة الرمل»، فأتوسل إلى الله تعالى بهم في خلاصي منها، فأتيت إلى «قبور الشهداء» فوقفت بين قبرين فتوسّلت بهما إلي الله عزّ وجلّ وسألته أن يصلح عليّ زوجتي أو يخلّصني منها وأكثرت الدعاء والتضرع ثم نمت في ذلك الموضع حتى استحرّت (٢٢٢) الشمس عليّ، فمر (٢٢٣) بي رجل من إخواني فأنبهني (٢٢٤) وقال لي: ها


(٢١٤) سورة النحل، آية ٣٢.
(٢١٥) ساقط‍ من (ب)
(٢١٦) في (ب): لهذا العروس
(٢١٧) سقطت من (ب)
(٢١٨) في (ب): تخاصمني
(٢١٩) ما بين القوسين ساقط‍ من (ب)
(٢٢٠) في (ق): نشب وفي (ب): نسب.
(٢٢١) استنتج المرحوم ح. ح. عبد الوهاب من هذا الخبر أنه كانت تقوم في هذا الموضع إحدى مقابر مدينة سوسة المشهورة. الورقات ٦٢: ٢.
(٢٢٢) استحر: صار حارا أو شديدا (المعجم الوسيط‍)
(٢٢٣) في (ق): فمضى
(٢٢٤) عبارة (ق): جاء فانبهني.