كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ثم كانت سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة - ٢٢٨ - أبو الفضل عباس بن عيسى بن العباس الممسي (¬*) - ج: 2 - ص: 293

المالح (٤) فقتل في التحام (٥) القتال، ولم توجد له جثة.

كان فاضلا، عالما، صوّاما، قوّاما، وكان معه ورع كثير، وكان أبو إسحاق [السبائي] (٦) يحبّه محبة عظيمة خارجة عن محبة من سواه.

فمن ورعه: ما ذكره الشيخ أبو الحسن (٧) قال: كانت عندنا ههنا على ضفة الوادي (٨) نوالات (٩) مغصوبة (١٠) يباع فيها البقل وكنت أشتغل في معاشي فربما جئت (١١)

---

= كل من ابن خلدون (العبر ٤٢: ٤) والمقريزى (اتعاظ‍ الحنفاء ص: ١١٥) وممّا رواه الداعي ادريس في عيون الأخبار ٢٠٥: ٥ - ٢٠٦ بالإضافة إلى ما رواه ع ياض في المدارك ٣٠٧: ٥ والدباغ في المعالم ٣٤: ٣ - ٤٠ ان المعركة التي اشترك فيها أهل القيروان وعلماؤهم مع أبي يزيد وقتل فيها كثير منهم هي التي دارت يوم الاثنين لثمان-أو لسبع- بقين من رجب سنة ٣٣٣ في الوادي المالح حسب رواية الدباغ وفي ناحية تعرف بدار قوام، كما في رواية الداعي ادريس ومن السهل ان نجمع بين الروايتين فنرجح ان الدباغ والمالكي وعياضا-أو من نقلوا عنه-قد أطلقوا على المعركة اسم المنطقة العام بدون تحديد الاسم الخاص الذي يطلق على المكان، وهو ما فعله الداعي ادريس. نعم ذكر الداعي ادريس معركتين هامتين وقعتا في «الوادي المالح» ويسميه الداعي «الماء المالح» أرّخ الأولى ب‍ «يوم الجمعة لسبع بقين من شوال ٣٣٣» وأرّخ الثانية ب‍: «يوم الثلاثاء ١١ ذي العقدة سنة ٣٣٣» ورغم ما أشار إليه كل من الداعي وابن الأثير من انهزام أبي يزيد في كلتا المعركتين فانهما لم يذكرا اشتراك أهل القيروان فيهما.
(٤) عرّف به البكرى في مسالكه ص: ٢٩ وحدّد موقعه بين مدينة تماجر والمهدية وذكره صاحب البيان المغرب ٢١٨: ١ وسمّاه صاحب عيون الأخبار ٢٠٧: ٥ - ٢٠٨ «الماء المالح» وينظر عن هذا الوادي سيرة الأستاذ جوذر ص: ٧٠، ٥٢، والروض المعطار ص: ١٣٦.
(٥) في (ق): بالتحام.
(٦) زيادة من (ب).
(٧) هو أبو الحسن على بن عبد الله القطان المعروف بابن الخلاف كما صرّح له عياض (المدارك ٥: ٣٠١) والدباغ (المعالم ٣: ٣٣) عند اسنادهما لهذه القصة. وتقدم التعريف بأبي الحسن بن الخلاف في الحواشي.
(٨) هو وادي القصارين كما في نص المعالم. وعن هذا الوادي ينظر المجالس والمسايرات ص: ٤٢٧ هامش رقم ٦ والبيان المغرب ١: ٢٤٣.
(٩) النوالات: جمع لوالة. اسم بربري الأصل ما زال مستعملا في دارجة البلاد التونسية للدلالة على كوخ مبني بالحجارة وسقفه من أغصان الأشجار والقش. صفر: مدنية المغرب العربي ١: ٥٩.
(١٠) في (ب): مغضوبات.
(١١) في (ق): جئته.