للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلا تحدّثني. فيقول: يا حبيبي يا أبا الربيع من ينوي (١٢) يسكت ويشتغل عن ذكر الله-عزّ وجلّ -وهو يقول (١٣): فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (١٤).

وكنت أدخل إليه ويده مبسوطة وهو يقول:

اللهمّ (١٥) أنزل بقلبي منك فرحة لا تنقضي، ومحبة لا تنجلي، واكشف الغطاء عن قلبي حتى يرى من عظمتك وسلطانك ما تعتقني به من رق الدنيا، اللهمّ عظّم قدرتك في قلبي حتى إذا هممت بذنب أو أردته كانت هيبتك وعظمتك والحياء منك يمنعني من ذلك.

قال: وكنت أدخل إليه وهو يعلّم الصبيان [بالقصر] (١٦) ويصيح: اقرؤوا يا صبيان، وهو ينعس، فقلت له: ما هذا يا سيدي يا أبا إسحاق؟ (فقال لي) (١٧): طرقي (١٨) إلى الله عزّ وجلّ عامرة وقد رفعت إليه خبري، وأنا أنتظر الفرج [من الله عزّ وجلّ] (١٩).

قال: ثم أتيت إليه بعد ذلك بأيام، فأصبته في المسجد، فقال لي:

قضيت الحاجة يا أبا الربيع، لست (٢٠) أعلم صبيا بعدها.

وكان [يقول:

إليك أسندت ظهري الضعيف، وبك تتمّ آمالي، وإليك] (١٩) ترفع أعمالي، وقد رفعت خبري إليك، /وقد قصرت آمالي كلّها إلاّ فيك، وماذا عاديت فيك،


(١٢) هذه الكلمة غير معجمة في الاصلين. ويمكن قراءتها: «ينوي» كما هو مثبت في النص أو «يقوى».
(١٣) هذه الجملة غير واضحة المعنى في الأصلين. وقد أثبتنا رواية (ب) في النص. اما (ق) فقد اوردت رواية تختلف قليلا عنها « ... من ينوي يسكت ويشتغل بغير ذكر الله من يسمع الله عزّ وجل يقول ... »
(١٤) سورة البقرة آية ١٥٢
(١٥) أدمج صاحب المعالم أول هذا الدعاء مع الدعاء الآتي واعتبرهما دعاء واحدا.
(١٦) زيادة من (ب) والمراد بالقصر «القصر القديم» دار ملك بني الاغلب قبل انتقالهم الى سكنى رقادة واليه ينسب مترجم الرياض «إبراهيم بن محمد القصري».
(١٧) سقط‍ من (ب).
(١٨) في (ب): نظرتي.
(١٩) زيادة من (ب).
(٢٠) في (ق): ليس. والمثبت من (ب).