للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إلى قلعة «زغوان» (٢٣٤)، فنزل بموضع فسمى «فحص أبي صالح» (٢٣٥)، فقاتل أهلها ثلاثة أيام، فلم يقدر عليهم، فخلى حسان عسكره بطنبذة ورحل إلى «زغوان» في خيل مجرّدة، فافتتحها ثم انصرف إلى «طنبذة» ثم سار يريد «قرطاجنة»، فنزل بموضع دار الصناعة، وهو الذي أخرق (٢٣٦) البحر وجعلها دار صناعة [فأخرج (٢٣٧) إليها الماء، وأجراه من البحر إليها] (٢٣٨)، فخرج إليه أهل قرطاجنة فحاربوه حربا شديدة (٢٣٩) فهزمهم الله تعالى، وملك [حسان] (٢٣٨) فحص تونس وقرطاجنة، فلما رأت الروم [شدّته] (٢٣٩) وقهره (٢٤٠) [لهم، وعلموا] (٢٣٨) أنهم لا قوام لهم به سألوه الصلح وأن يضع عليهم الخراج، فأجابهم إلى ذلك، وأدخلوا ثقلهم في مراكب كانت عندهم معدة في البحر وهربوا من باب يقال له «باب النساء» في الليل، وحسان لا علم عنده بذلك، وتركوا المدينة خالية لا أحد فيها، ونزلوا بجزيرة صقلية وبعضهم بالأندلس، فدخلها حسان فأخربها وأحرقها/وبنى بها مسجدا.

ورجع إلى «مدينة القيروان»، وأقام بها، وعمرها المسلمون وانتشروا وكثروا فيها وأمنوا، وولى حسان على صدقات الناس والسعي عليهم «حنش بن عبد الله الصنعاني» (٢٤١) التابعي رضي الله تعالى عنه.

ثم رحل حسان بمن معه من السبي والغنائم والأموال إلى عبد الملك بن مروان وكان معه خمسة وثلاثون ألف رأس (٢٤٢) من سبي البربر، وكان معه من الذهب ثمانون ألف دينار قد جعلها في [قرب الماء، حياطة عليها] (٢٤٣). واستقامت إفريقية كلها، وأمن أهلها وقطع الله عزّ وجلّ مدة أهل الكفر منها وصارت دار إسلام إلى وقتنا هذا، وإلى آخر الدهر إن شاء الله عزّ وجلّ.


(٢٣٤) عن زغوان وخبر فتحها ينظر الروض المعطار ص ٢٩٤.
(٢٣٥) ينظر الروض المعطار ص ٤٣٦.
(٢٣٦) ينظر تعليقنا رقم ١٦٨ المتقدّم.
(٢٣٧) ينظر تعليقنا رقم ١٦٩ المتقدّم.
(٢٣٨) زيادة من المعالم.
(٢٣٩) في الأصل: شديدا. والصواب ما أثبتناه.
(٢٤٠) في الأصل: وقهرته. والمثبت من المعالم.
(٢٤١) سيترجم له المؤلف رقم ٤١.
(٢٤٢) يقارن هذا النصّ بما جاء في تاريخ الرقيق ص ٦٧.
(٢٤٣) ما بين المعقفين بياض في الأصل أضفناه من المعالم. وقارن: تاريخ الرقيق.